العراق و الديمقراطية المشوهة

مراقبون

يتجلى في العراق، مشهد قاتم من الديمقراطية المشوهة.

هنا، في هذه المملكة السحرية، تلعب القوى الشيعية دور الساحر الأكبر، الذي بيده عصا القيادة، بينما يجلس باقي المكونات حول مائدة كبيرة من الولائم، يتقاسمون فيها كعكة السلطة الفاسدة، فيما القادة الشيعة يتخادمون معهم، ويغطون عليهم.

لقد ظهر سياسي سني على شاشة فضائية، ليقول ما معناه أن شيعة السلطة يتسترون على فساد السياسيين السنة في مقابل دعم سياسات الأغلبية الشيعية.

وهكذا، في لعبة “خذ وهات”، أصبحت قضايا الفساد مجرد قطع شطرنج يحركها الجميع من أجل البقاء في اللعبة.

وفي الوقت الذي يُفترض فيه أن الدور القائد يُستخدم لإزالة شرور الفساد، وجدنا أن سحرة العملية السياسية، يستخدمونه لحماية بعضهم البعض من المحاسبة.

تخادم واضح بين جميع الأطراف، حيث يتفق الجميع على مبدأ “أنا أغطي عليك، وأنت تغطي علي”، في توافق شيطاني خطير.

لقد تحول العراق من مملكة الديمقراطية الموعودة إلى مملكة الفساد المستدام، حيث يصطف كل من هم في السلطة وراء جدار من الحصانة الوهمية.

وقد يقول قائل: “ربما كانت هناك أعذار في السنوات الأولى بعد التغيير، حينما كان العراق يغرق في دوامة الحرب الأهلية والطائفية، وحينما كانت الفوضى تعم كل مكان”.

لكن اليوم، وبعد أن استقرت الأمور نسبيًا، وانحسرت الطائفية إلى حدٍ كبير، ما هو العذر الذي يتشدقون به للاستمرار في هذه اللعبة التخادمية القذرة؟

آن الأوان لكسر التعاويذ الفاسدة المخبأة في أدراج السحرة.

لقد حان وقت المكاشفة، وعدا ذلك، فليس هناك أي أمل في بقاء هذا النظام الديمقراطي الهش

  • Related Posts

    الشيعةُ والخيار الستراتيجي

     الشيعةُ والخيار الستراتيجي   يمكننا أن نناقش مطولا – دون وصولٍ إلى نتيجة – فيما لو لم ينهض الشيعة للمطالبة بحقوقهم المدنية والسياسية – في العراق ولبنان وإيران – وصولا للرقم…

    ما يخبِّئه الشام للعراق..! الجماعات الطائفية والتكفيرية

    ما يخبِّئه الشام للعراق..! الجماعات الطائفية والتكفيرية الدكتور علي المؤمن لا يختلف المراقبون والباحثون في نوعية الانقلاب الدراماتيكي في سوريا وغرابته، والذي ختم فصله الأخير في 8 كانون الأول/ ديسمبر…

    اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *