الضغط الأمريكي والتلويح بورقة داعش..
في الوقت الذي تمت فيه المباشرة الاسابيع الماضية بمناقشة خطوات انسحاب القوات الأجنبية من العراق بين مسؤولين عراقيين واميركان، اكد البنتاغون الجمعة استمرار الولايات المتحدة بتعهدها في محاربة داعش الأمر الذي يحمل الكثير من الضبابية حول ملف داعش. بعدها باسبوع والجمعة الماضية تحديداً تم بث مقابلة خاصة لأبنة البغدادي وزوجته على قناة العربية، حيث كشفتا حقائق خطيرة وكثيرة اولها اعتقاله في عام ٢٠٠٤ من قِبل القوات الامريكية بلا سبب، الأمر الذي انعكس على افكاره وسلوكه لاحقا بشكل غريب وجذري!
ليتوجه لفتح قنوات تواصل مع تنظيم القاعدة عام ٢٠٠٨ ويبدأ نشاطا ارهابيا لم يكن يعهده قبل اعتقاله واطلاق سراحه. رسالة امريكية كانت واضحة أن التحالف الدولي جاهز لخلط الأوراق من جديد، فضلاً عن الرسائل المُلقنة التي دستها كل من زوجة البغدادي وابنته في ثنايا المقابلة وبما تعزز رسائل الأمريكان في ذات الأتجاه، والتي بدت موجهة للخلايا النائمة بالاستمرار على نسق واحد والعمل على اعادة بناء التنظيم، الرسالة الثانية كانت للحكومة العراقية أن داعش سوف يبقى ورقة ضغط يستخدمها التحالف الدولي للحفاظ على نفوذ متوازن بعيد عن ضغوط الحكومة العراقية. هنا يأتي دور الحكومة العراقية في تفعيل جهد استخباري يتولى سد الفجوات التي من الممكن أن يتركها التحالف، ومنع اي خرق أمني قد يستفيد منه فكر داعش المفكك تنظيمياً.