اتفاق السبعينات: بين حماية العائلة الحاكمة في السعودية وتعزيز الدولار
في خضم التحولات الجيوسياسية الكبرى في السبعينات، جرى اتفاق استراتيجي بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية، كان مهندسه البارز هنري كيسنجر، وزير الخارجية الأمريكي آنذاك. وقد رسم هذا الاتفاق ملامح العلاقة بين البلدين لعقود قادمة، حيث تضمن شقين أساسيين:
أولًا، تم الاتفاق على أن تقوم المملكة العربية السعودية باستثمار أموال النفط الفائضة في السوق الأمريكي. في المقابل، تعهدت الولايات المتحدة بتوفير الحماية الكاملة للأسرة الحاكمة السعودية ضد أي تهديد داخلي أو خارجي، وهو ما اعتُبر بمثابة ضمانة أمريكية لاستقرار الحكم.
ثانيًا، تم فرض استخدام الدولار الأمريكي كعملة حصرية في بيع النفط السعودي. وقد كان لهذا البند أثر بالغ على الاقتصاد العالمي، إذ ساعد بشكل كبير في ترسيخ هيمنة الدولار على التجارة العالمية، خصوصًا في وقت كانت فيه الولايات المتحدة تواجه أعباء اقتصادية ثقيلة بسبب حرب فيتنام. وهكذا، أصبح الدولار عملة الطاقة، مما عزز مكانته العالمية وساهم في بقائه قويًا رغم التحديات.
يرى البعض أن هذا الاتفاق، رغم مظهره الاقتصادي، يحمل أبعادًا سياسية أشبه بـ”الجزية الحديثة”، حيث يُقدَّم المال والنفط في مقابل الحماية.
جمال نصر الله
