ما جرى عند الحدود اللبنانية – السورية في منطقة الهرمل

7

الصحافي حسن عليق عبر منصة إكس

‏كعادتها، عصابات الجولاني ووسائل دعاية النظام القطري والنظام السعودي اللذين يغطيانها، تستخدم الأسلوب الصهيوني في الكذب لتبرير الاعتداء على لبنان.

ما جرى عند الحدود اللبنانية – السورية في منطقة الهرمل (قرب بلدة القصر) أن مسلحين من عصابات الجولاني دخلوا الأراضي اللبنانية، بقصد سرقة أغنام، فتصدّى لهم صاحب مزرعة هناك وقتل منهم ٣ مسلحين.

مباشرة بعد وقوع الحادثة، نُشر في الإعلام السعودي الداعم للجولاني أن المسلحين دخلوا الأراضي اللبنانية عن طريق الخطأ.

تدخّل الجيش اللبناني وتسلّم جثث المسلحين وتواصل مع جماعة الجولاني لتسليم الجثث، وهذا ما تم عبر الحدود الرسمية.

لكن الهدوء لا يناسب الجولاني ولا داعميه، فبدأ جهاز الدعاية القطري استغلال الحادثة للاستثمار سياسياً في ما جرى، وقرر الترويج لأكذوبة أن حزب الله تسلل إلى الاراضي السورية وقتل مسلحين وأتى بجثثهم إلى لبنان!! لماذا؟ لتسليمهم إلى الجيش اللبناني مثلاً؟ ما الحكمة من التسلل ثم القتل ثم سحب الجثث إلى داخل الأراضي اللبنانية؟ لا حكمة في ذلك. 

عندما شن الجولاني في شباط الماضي هجوماً على أبناء العشائر اللبنانية الذين يقطنون منطقة حوض العاصي (داخل حدود الجمهورية العربية السورية، منذ أكثر من مئة عام)، لم يتدخّل حزب الله. وعندما ارتكب الجولاني المجازر بحق أبناء الساحل السوري، لم يصدر عن الحزب موقف حتى.

فلماذا ستدخل مجموعاته إلى سوريا لتقتل مسلحين ثم تأتي بجثثهم إلى لبنان؟!!!! هذه الكذبة كانت تمهيداً للاعتداءات التي ينفّذها الجولاني على المدنيين في الهرمل.

وهدفه أن يوجّه رسالة عملية إلى داعميه الأميركيين والسعوديين والقطريين والصهاينة بأنه مستعد ليخوض حربهم ضد المقاومة في لبنان.

هذا الإرهابي الذي لا حِرفة له سوى تفجير السيارات المفخخة بين المدنيين يقول للذين يطلب رضاهم اليوم بأنه مستعد أن يكون عصاهم في بلادنا.

ولأجل ذلك ينبطح للصهاينة الذين يتوسعون في الجنوب السوري، ويستشرس ضد العلويين في الساحل السوري، وضد اللبنانيين في الهرمل. 

ما يجري الآن هو اعتداء من عصابات إرهابية على المدنيين في لبنان، كل ما عدا ذلك هو محاولة لتبرير هذه الاعتداءات، في استنساخ لتجربة الصهاينة وداعميهم.