القتال حق مشروع ضد المعتدين .. والمقاومة خيار لا رجعة فيه
القتال حق مشروع ضد المعتدين .. والمقاومة خيار لا رجعة فيه
قال الله تعالى: “وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ” (البقرة: 190).
لقد جعل الله القتال في سبيله حقًا مشروعًا للمستضعفين، دفاعًا عن النفس، وردعًا للظالمين، وكسرًا لطغيان المعتدين. ولم يأمرنا الله بالعدوان، لكنه أعطانا الحق في مقاومة من يعتدي علينا، يقتلنا، يحتل أرضنا، ويدنس مقدساتنا. وإن ما تتعرض له شعوبنا اليوم من عدوان أمريكي وبريطاني وإسرائيلي متواصل، هو أكبر شاهد على أن هذا العالم لا يحترم إلا لغة القوة، وأن الظلم إذا لم يجد من يردعه، فإنه يتمادى ويتوحش أكثر.
منذ سنوات، تمارس أمريكا وبريطانيا وإسرائيل حربًا مفتوحة على المستضعفين، من فلسطين إلى اليمن، ومن العراق إلى لبنان وسوريا. كم من أطفال سقطوا تحت القصف؟ كم من عائلات دفنت تحت الأنقاض؟ كم من دماء زكية سالت بلا سبب سوى أن أصحابها رفضوا الذل والخضوع؟. هذه القوى المجرمة لم تترك وسيلة للبطش إلا استخدمتها، معتقدةً أن الشعوب ستخضع، وأن المقاومة ستنكسر، لكنها لم تدرك أن هذه الأمة وُلِدت من رحم الجهاد، وأنها لن تقف مكتوفة الأيدي أمام هذا العدوان السافر.
إن معركتنا ضد هؤلاء الطغاة ليست خيارًا، بل واجبًا شرعيًا وإنسانيًا وأخلاقيًا. فمن يظن أن محور المقاومة سيبقى متفرجًا على هذه الجرائم فهو واهم. وكما وعدنا الله في كتابه الكريم، فإن النصر سيكون حليف الذين يدافعون عن الحق، ويتصدون للطغيان. وإننا، اليوم، أمام مرحلة لا بد فيها من تصعيد المواجهة مع العدو، بكل الوسائل الممكنة، حتى يدفع ثمن عدوانه غاليًا، وحتى يدرك أن استباحة دماء شعوبنا لن تمر دون عقاب.
فليعلم العدو الأمريكي والبريطاني والصهيوني أن دماء الشهداء لن تذهب سدى، وأن المقاومة لن تكلّ ولن تملّ حتى يُقطع دابر الظالمين، وحتى يتحقق وعد الله لعباده الصادقين بالنصر والتمكين.
“وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ” (الحج: 40).
جمال نصر الله