سوريا ما بين النهضة الكُّبرى والسقوط المدّويّ
سوريا ما بين النهضة الكُّبرى والسقوط المدّويّ :
كانت الجمهوريّة العربيّة السّوريّة تخطط في قيادة الرئيس بشار الأسد وحكومته أن تحقق الاكتفاء الذّاتيّ في عدّة مجالات من أهمها القمح والنفط وبعض الصناعات والزراعة ، بالإضافة إلى سعيها لتحقيق تقدّماً رائداً في المجال الطبيّ والتقنيّ واستطاعت أن تبني مستشفاً في حلب اسمته مشفى “الكّندي” كان سيكون بضخامته وطاقته و الخدمات المُقدّمة فيه الأول عربياً والرابع عالمياً.
حيث شهدت الحقبة الممتدة من استلام الأسد الابن الحكم بعد القائد الخالد حافظ الأسد تطوراً لافتاً في المجال الوظيفي والتعليمي ورواتب الموظفين في القطاع العام ، بالإضافة لدخول القطاع الخاص بقوة في الساحة السّورية بعد تسهيلات كُبرى من الحكومة وانتشار القطاع المشترك بالتعاون ما بين القطاعين السابقين.
وشهد الجيش العربي السوري تطوراً كميّاً ونوعياً بتوقيع صفقات أسلحة روسية ضمّت صواريخ وأسلحة فردية وصولاً إلى الطائرات ، بالإضافة للتعاون الاستراتيجي مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية وكوريا الشمالية.
هذا الأمر جعل من سوريا محطّ أنظار قوى الاستكبار العالميّ وبدأت للسعي لتدميرها بدايةً لإبعادها عن محور المقاومة الذي كان يقوى يوماً بعد يوم ، حيث شكّلت سوريا عقدة وصل مهمة لحركات المقاومة في المنطقة وبقيت الدولة العربية الوحيدة الداعمة لفلسطين وقضيتها وحركات التحرر والمقاومة.
فكانت الحرب الأقوى التي شُنّت على سوريا بقيادة أمريكا والكيان الصهيوني والدول الأوربية والدول العربية الخائنة مستغلةً خلايا الخراب في الدول والتي يعملون عبيد للمال في العالم ، ومع هذا كلّه صمدت سوريا بفضل جيشها وحلفائها الأوفياء من إيران إلى العراق وحزب الله .
وصمدت واستعادت أراضيها و بدأت مشاريع إعادة الإعمار ، مما دفع القوى ذاتها لخنقها بحصار اقتصادي خانق وعقوبات أهمها قانون قيصر الذي دمّر الاقتصاد السوريّ ومنعه من النهوض بعد الحرب الشعواء التي حِيكت ضده.
إلى أن جاء اليوم الذي اتفقت به عدّة جهات ودول على تسليم سوريا وتحويلها إلى ذكرى ، ونجحوا في ذلك فانهار الجيش العربي السوري وسقط النظام السوريّ وسُلّمت سوريا لإرهاب جبهة النصرة تفتك بها من كلّ جهة وجانب ، واستغل الكيان الصهيوني ذلك فدمّر المقدرات العسكرية السورية كلّها من مطارات إلى صواريخ وحتى الثكنات ، وخرق الخط الأزرق وتقدّم نحو الجنوب السوري في ظلّ صمت كامل من حكومة الجولاني الإرهابية.
الآن سوريا قلب العروبة النابض ممزّقة كيف ما ولّيت وجهك ترى القتل والدماء والتفكك وفدرلة المحافظات فشرق الفرات للكرد وبالتالي رعاية أمريكية ، والجنوب للصهاينة والشمال ربما لتركيا
اما الغرب فما تزال روسيا بقواعدها وقواتها هنالك …
والسؤال الوحيد الذي تُرك للشعب السوري ان يسأل ما القادم وماذا تحمل الأيام ؟