مفهوم المقاومة الإسلامية

قال الله تعالى:

﴿كُتِبَ عَلَيْكُمْ اَلْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهُ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاَللَّهِ يَعْلَمُوَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ﴾

وقوله تعالى:

﴿أَذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتِلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اَللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لِقَدِيرٍ﴾

تلك الآيات البينات يمكننا ونحن على الدين الإسلامي، مؤمنون بها حقا وصدقا تجعلنا ندرك بأن العمل الجهادي ( المقاومة ) حق مشروع وفريضة واجبة على كل مكلف خصوصا من لديه عقيدة راسخة وإرادة ثابتة لكن كل حسبإمكانياته وقدراته ومن المؤكد أن المقصر أو المتخلف عن الجهاد لطرد المحتلين والمغتصبين لأراضي المسلمينسيطول وقوفه وحسابه بين يدي الله تعالى.

ليس هناك دين ولا ملة صنعت في نفوس أتباعها كل عوامل التحدي والمقاومة والصمود كما فعل الإسلام في نفوسأتباعه وأنصاره فجعلهم خير أمة وأعظم حضارة وأصلب إرادة عرفتها الدنيا استعصت ولا تزال تستعصي على كلالأعداء والجبارين بما تحمله من عوامل البقاء والصمود والاستقواء والنصر.

إن البناء القوي والمتين الذي أرساه الإسلام في جسد هذه الأمة القائم على التوحيد الخالص لله ونبذ الطغيانوالاستبداد ومقاومة كل شر وعدوان والقائم على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والجهاد في سبيل الله واعتبارذلك من أعظم القربات إلى الله ومن أصول الديانة وقواعد الشريعة كل هذا جعل من هذه الأمة السد المنيع الذي لايمكن أن ينهار في وجه كل ظالم ومعتد ومتربص.

إن روح المقاومة في الإسلام تنبع من الحق الذي يؤمن به المسلمون والإيمان بعدالة القضايا الإسلامية ومن الوجوبالديني في دحر المغتصب والباغي أياً كان ويمكن أن نشير إلى بعض الإحصائيات التي دفعت البلدان للمقاومة ومنها:

فلسطين: مئات الآلاف من الشهداء والجرحى والمهجرين جراء الاحتلال الصهيوني.

وكذلك في لبنان واليمن والصومال والشيشان وغيرها من بلدان المسلمين التي أبت وتأبى كل أشكال الظيم والظلموالخنوع والاستعباد وهو الأمر الذي جعل الأمة الإسلامية تستعصي على كل أعدائها وخصومها.

وليس الفيتناميون بافضل من المسلمين في مقاومتهم وتصديهم وطردهم للمحتل الاميركي حينما قدموا في سبيلالتحرر خلال سنوات الحرب الثماني أكثر من مليوني قتيل و3 ملايين جريح و 12 مليون لاجئ.

أما العراق كان عنوانا بارزا في سجل المقاومة ورفض المحتل منذ ثورة العشرين والى يومنا هذا لأن شعبه مؤمن عنيدصحيح العقيدة غذائه الروحي وشعاره هو (هيهات منا الذلة) وكرامته فوق كل شيء.

العبرة والدرس الذي لا بد ان يفهمه الجميع ان (المقاومة) اساس وقاعدة وهدف من خلالها وبفضلها ينعم البلد اوالوطن بالحرية والاستقرار والسيادة في اتخاذ القرار وان (المقاومة) هي نابعة من رحم ومعاناة الشعوب وقياداتهاتجرعت اقسى مرارات الاحتلال وعانت وتعاني تبعات الوجود الاجنبي في البلاد اذ اخذت على عاتقها الاستمراروالصمود بوجه الاحتلال واذنابه بعيدا عن المصالح الدنيوية والسياسية.

بعد كل ذلك لا توجد أي أهمية لمن يناهض العمل الجهادي المقاوم وما يُقال سلباً (من أي فاه كان) ضد المقاومةفهو تحت (نِعال) المجاهدين الثابتين الصابرين ومريديهم وعارفي فضلهم.

  • Related Posts

    بل الإنسان على نفسه بصيرة

    بسم الله الرحمن الرحيم (بل الإنسان على نفسه بصيرة) تشير الآية الكريمة إلى أن الإنسان هو أعلم بنفسه وبنيته الداخلية، وأنه يمتلك بصيرة فطرية تمكنه من التمييز بين الحق والباطل.…

    نحن اليوم أمام طرفين في الصراع

     نحن اليوم أمام طرفين في الصراع b3774d3a-1824-4978-9659-3b11cee24010 المبادئ والرؤى التي أرساها السيد حسن نصر الله خلال مسيرته الجهادية، بالخصوص بالفترة الأخيرة من تلك المسيرة، حيث ترسخت المبادئ ونضجت الأفكار، وتبلورت…

    اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *