العلّامة الشيخ محمد مهدي الآصفي رحمه الله

آية الله العلّامة الشيخ محمد مهدي الآصفي رحمه الله
في أواخر أيّام حياته وفي زيارة النصف من شعبان ذهب برفقة أحد السادة من أساتذة الحوزة إلى زيارة الإمام الحسين عليه السلام، فطلب منه السيد أن يأذن له بالاتصال بالعتبة الحسينية كي يوفروا لهم سيارة تقلّهم إلى كربلاء حيث كانت حدود كربلاء مغلقة أثناء الزيارة، فقال الشيخ الآصفي: كيف يذهب الناس إلى الزيارة؟ فأجابه السيد: ينزلون عند حدود كربلاء فمنهم من يمشي على قدميه ومنهم من يصعد على سيارات الحمل أو اللوريات أو الستوتات، فقال له الشيخ الآصفي: ونحن كذلك، فذهبوا إلى كربلاء كما يذهب الناس، وبعد الانتهاء من الزيارة وفي طريق العودة إلى النجف طلب منه السيد بعد أن رأى معاناته وهو في أواسط مرضه الذي أدى إلى وفاته أن يأذن له بالاتصال بالعتبة من أجل توفير سيارة، فأجابه الشيخ الآصفي: لنركب الستوتة مع الناس، فركبوا الستوتة، يقول السيد: نظرت إلى الشيخ الآصفي المؤلّف والمُفكّر والأستاذ والمجتهد الثمانيني يجلس في حوض ستوتة! وهو يتنفس بإرهاق والعرق يتصبب من جبينه ويضع عمامته في حجره! فرآه أحد الزائرين وأخذ يبكي لمنظر الشيخ الآصفي فلما تنبّه له الشيخ ابتسم في وجهه وقال له: الحسين يستاهل!
نعتته المرجعية حين نعته بـ( العالِم العامل بعلمه) و(الزاهد في الدينا والراغب في الآخرة).
فرضوان الله عليه في ذكرى رحيله.
بقلم محمد جواد شبر

  • Related Posts

    الشيعةُ والخيار الستراتيجي

     الشيعةُ والخيار الستراتيجي   يمكننا أن نناقش مطولا – دون وصولٍ إلى نتيجة – فيما لو لم ينهض الشيعة للمطالبة بحقوقهم المدنية والسياسية – في العراق ولبنان وإيران – وصولا للرقم…

    ما يخبِّئه الشام للعراق..! الجماعات الطائفية والتكفيرية

    ما يخبِّئه الشام للعراق..! الجماعات الطائفية والتكفيرية الدكتور علي المؤمن لا يختلف المراقبون والباحثون في نوعية الانقلاب الدراماتيكي في سوريا وغرابته، والذي ختم فصله الأخير في 8 كانون الأول/ ديسمبر…

    اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *