التشيُّع بهجةٌ في الحياة

اليوم ذكرى ميلاد الإمام المهدي (عج) من آل محمد (ص وآله)، ليلة الخامس عشر من شهر شعبان المبارك، تُعَدُّ ليلة مباركة تُملأ بها قلوب الشيعة بالفرح والسرور، ويفيض الشيعة بمشاعرهم الإيمانية هذه، بزيارة وتظاهرة مليونية يشاهدها العالم في كربلاء المباركة حيث مرقد الإمام الحسين (عليه السلام)، وكذلك للمراقد المطهرة الأُخَر في المدن العراقية.

 الشيعة ربما كل احتفالاتهم مرتبطة بالعقيدة الإسلامية، وتُوَلِّد هذه العقيدة العطاءَ المطلق، إذ تكثر الصدقات، والإنفاق، والدعوات الكريمة والتزاور، ومظاهر المودة والتراحم والتواصي بالحق والرأفة، فالشيعة حقًا هم شعب اللاعنف، وشعب المحبة والشجاعة والكرامة والسخاء اللامنتهي.

 تزامنت -بحسب التأريخ الهجري- هذه المناسبة، مع فتوى المرجعية الدينية في النجف الأشرف، سماحة آية الله العظمى السيد السيستاني -دام ظله- (فتوى الدفاع الكفائي)، ومنها تكاملت انطلاقة الحشد الشعبي المبارك، وارتبط مولده بالفتوى العظيمة؛ وقُتِل بذلك مشروع الغرب الليبرالي الخبيث (داعش)، إذ لم يكن يُسمَح أن يعيش داعش في المرحلة التي كانت ذكرى ميلاد إمامنا المهدي (عج)، وكانت ولادة الفتوى الرافعة للحشد الشعبي والمقاومة؛ كذلك مانعًا لمشروع الغرب الليبرالي الإرهابي أن يستمر.

هؤلاء هم الشيعة، يحبون الحياة ويصنعون الأمل، لكنهم كذلك مستعدون للتضحية بأعلى المستويات في سبيل الله، خلافًا لأهل السوداوية والجحيم في معسكر العمى الإستراتيجي عبدة المادة، اللاهثين خلف ثقافة (النوع الاجتماعي – الجندر).

ستظل بغداد بخير والعراق بخير ما دام الشيعة بخير، بل كل المتغيرات العالمية تثبت أنَّ هذا العصر هو عصر النهضة الكبرى للتشيع في العالم، ونهضة الشعوب المستضعفة في الأرض، وعصر انكسار الغرب الليبرالي المادي.

حازم أحمد فضالة

25-شباط-2024

  • Related Posts

    أيّها العراقيون الغيارى .. احذروا الطابور الخامس

    أيّها العراقيون الغيارى .. احذروا الطابور الخامس بعد السقوط الدراماتيكي لنظام الرئيس بشار الأسد في سوريا ، وسيطرة جبهة تحرير الشام بقيادة أبو محمد الجولاني ( أحمد الشرع ) القيادي…

    من قطع العنق إلى ربطة العنق..ماذا وراء تغيير هيئة الجولاني؟!

    شهدنا مؤخرا تغييرات جذرية في مظهر زعيم “هيئة تحرير الشام” الارهابي “أبو محمد الجولاني”، حيث أثارت العديد من التساؤلات حول دلالاتها وأهدافها، من مسلح مجرم يتصدر المشهد بخطاباته المتطرفة وهيئته…

    اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *