المجالس الحسينية
إنّ من أهمّ ما يمكن استفادته من حادثة كربلاء ما ورد في كلام السيدة زينب عليها السلام عند يزيد بن معاوية، إذ قالت له:
“فكد كيدك، واسع سعيك، وناصب جهدك، فو الله لا تمحو ذكرنا، ولا تميت وحينا…”، فهمت منه أنّ يزيد كما أبوه كانا يريدان محو ذكر الإمام الحسين (عليه السلام)، وإماتة الوحي؛ كي لا يبقى للإسلام ذكرٌ، فنطقت السيدة (عليها السلام) بلسان إسلامي بأنه لا يمحو ذكر النبيّ وأهل بيته (صلوات الله وسلامه عليهم)، ولن يميت وحيهم، الذي هو الوحي من الله تعالى.
انظروا إلى الحشود التي تقدر بعشرات الملايين على الأقل كل عام في المحرّم وصفر وخصوصا في الأربعين، انظروا إلى المضائف والمسيرات بعشرات الآلاف على الأقل في العالم الإسلامي كل عام.
لقد ساهم ارتقاء الإمام الحسين (عليه السلام) إلى ربه بنقض أهداف يزيد وأبيه ومن معهما، فانتشر ذكر أهل البيت (عليهم السَّلام)، وتمت المحافظة على الإسلام، بل أقول: إن عاشوراء ساهمت بإذن الله تعالى بوصول الإسلام إلى كل المسلمين بجميع مذاهبهم.
أين ذكر يزيد؟
لا تمحو ذكرنا ولا تميت وحينا…
فكد كيدك، واسع سعيك، وناصب جهدك، فو الله لا تمحو ذكرنا، ولا تميت وحينا…