لماذا يحرضون أميركا على قتل القادة؟
اولا لابد من الاشارة الى ان سياسة الاغتيالات التي تتبعها اميركا واسرائيل والتي تستهدف قادة امنيين هي سياسة فاشلة، وهم يعلمون ان دماء الشهداء تؤدي الى نمو المقاومة وتطورها، وكان ذلك امرا ملحوظا في حياة الشعوب المقاومة غير المسلمة، فكيف يكون الامر في المجتمع المسلم الذي يعد الشهادة هدفا ومكسبا وليس خسارة، خاصة وان الرجال الذين يقودون المقاومة المسلحة يعلمون ان مصيرهم الاستشهاد عاجلا او آجلا، لكن اللافت في الاعلام الامريكي ان الابواق المبحوحة المتهافتة اخذت تنفذ اوامر التحريض العلنية، اي تحريض الاحتلال على قتل القادة السياسيين، بدل قتل القادة الميدانيين، وهذا التحريض يحمل معنيين، الاول توجيه رسالة الى قادة القوى السياسية الشيعية حصرا بأن عمليات الاغتيال سوف تستهدفهم كنوع من التهديد، وعليهم ان يغيروا مواقفهم، اما المعنى الثاني فهو ان الاحتلال يعتزم نشر الفوضى في العراق، لأن قتل القادة معناه جر قوى مرجعية وسياسية وعشائر ومجتمع اهلي الى الدخول في مواجهة شاملة مع الاحتلال تبرر له اعادة تقوية هيمنته على البلاد والغاء حالة الهدوء النسبي الذي مكن الحكومة من مضاعفة جهودها في مجال الخدمات والمشاريع والتطوير ومواجهة الفساد، فالتحريض على قتل القادة اشارة الى اعادة العراق الى مربع الانهيار الامني والمواجهة الشاملة، ولا يوجد معنى آخر لمثل هذا التحريض، فاذا كان اغتيال القادة الميدانيين استهدافا للمقاومة فان قتل القادة السياسيين استهداف لاستقرار البلد وحياته ووحدته، فالمحتلون يقلقهم استقرار العراق ونشاط حكومته وبرلمانه واداراته المحلية، بينما المقرر لديهم ان يبقى العراق في المربع الاول ولا يغادره .
وعي