وداعاً أيها القائد

12

“وداعاً أيها القائد: الحزن يعانق الأمة بفقدان السيد حسن نصر الله”

اليوم، وبعد أيام من الصمت والانتظار، أُعلن عن موعد تشييع السيد حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله. الخبر الذي هزّ قلوب الملايين، ليس في لبنان فحسب، بل في كلّ بقعةٍ يُذكر فيها اسمه بكلّ تقديرٍ وإجلال. كنتُ، مثل غيري، أرفض تصديق خبر استشهاده، أتمسّك بأملٍ واهنٍ أن يكون الخبر مجرد إشاعة، أو أن يكون هناك خطأ ما. لكنّ الإعلان عن موعد التشييع جاء ليطوي آخر صفحة من صفحات الإنكار، ويؤكّد أن القائد الذي عاش مناضلاً، قد رحل شهيداً.

السيد الشهيد حسن نصر الله لم يكن مجرد قائد سياسي أو عسكري، بل كان رمزاً للصمود، وشعلةً للكرامة، وصوتاً يرفض الانكسار. كان بحضوره يبعث الأمل في نفوس المظلومين، وبكلماته يوقظ العزيمة في قلوب المحبّطين. رحيله ليس خسارةً للبنان وحده، بل للأمة كلها، التي فقدت علماً من أعلام المقاومة، وقائداً من قادة الحقّ.

الحزن اليوم يلفّ القلوب، والألم يعتصر النفوس. كيف لا نحزن على من كان درعاً للأمة، وسيفاً ضدّ الظلم؟ كيف لا نبكي على من وهب حياته دفاعاً عن الأرض والعرض؟ لقد كان السيد نصر الله أباً روحياً لأجيال، ومعلّماً للشجاعة، ومثالاً للتضحية. فقدانه يعني أننا فقدنا جزءاً من هويتنا، جزءاً من إيماننا بأنّ الحقّ ينتصر، وأنّ الباطل لا يدوم.

لكنّنا، ونحن نودّع جثمانه الطاهر، نعاهد أن نبقى أوفياء لمسيرته، متمسّكين بمبادئه، سائرين على دربه. فالشهداء لا يموتون، بل يبقون أحياء في قلوب المؤمنين، وفي ضمير الأمة. هنيئاً للسيد حسن نصر الله، وألهمنا الصبر والثبات في مواجهة هذا الفقد العظيم.

جمال نصر الله