فلسفة المقاومة هل نحن أحرار أم محكومون بالمواجهة؟

13

فلسفة المقاومة

 هل نحن أحرار أم محكومون بالمواجهة؟

في الفلسفة، يتمحور النقاش حول سؤال أساسي: هل الإنسان يولد حرًا أم أن الظروف تفرض عليه المقاومة؟ الفيلسوفالفرنسي جان بول سارتر رأى أن الإنسان “محكوم عليه بالحرية”، أي أنه مسؤول عن خياراته حتى لو كان يعيش تحتالقمع. أما هيغل، فقد رأى أن التاريخ محكوم بصراع السيد والعبد، حيث لا يمكن للعبد أن يتحرر إلا عبر المواجهة. ومن هنانفهم أن المقاومة ليست مجرد رد فعل، بل هي أداة لصياغة التاريخ وإعادة التوازن للقوة.

أما نيتشه، فقد تحدث عن “إرادة القوة”، والتي تعني أن الإنسان يجب أن يفرض وجوده بدلًا من الخضوع للواقع. والمقاومة تجسد هذه الإرادة، فهي ليست مجرد رفض للوضع القائم، بل هي محاولة لإعادة تشكيله وفق منظور جديديفرضه المقاوم بنفسه.

السياسة والمقاومة 

هل التفاوض خيار أم فخ؟

السياسة تحاول أحيانًا تطويع المقاومة عبر إقناع المقاومين أن الحل في التفاوض، لكن السؤال الأهم: هل التفاوض يُلغيدوافع المقاومة أم أنه مجرد استراحة محارب؟ التاريخ مليء بأمثلة لمقاومات تحولت إلى حركات سياسية، وانتهى بها الأمرإلى تقديم تنازلات أفرغت نضالها من محتواه.

السياسة في خدمة المقاومة

المقاومة الناجحة هي التي تفهم كيف تستخدم السياسة دون أن تقع في فخ الاحتواء. هناك فرق بين أن تفاوض وأنت تملكأوراق قوة، وبين أن تفاوض وأنت تُجرد منها باسم الواقعية السياسية. القوة وحدها هي التي تجعل العدو يعترف بك، لاالعكس. وهذا ما فهمته حركات تحرر كبرى، حيث لم تحقق أهدافها إلا بعد أن دفعت خصومها ثمنًا باهظًا.

متى تفشل المقاومة؟

المقاومة تفشل عندما تتحول إلى مشروع شخصي أو فئوي، وعندما تفقد بوصلتها الأخلاقية أو تتبنى عقلية السلطة قبلتحقيق أهدافها. كما تفشل حين تستبدل “العمل المقاوم” بالشعارات دون استراتيجية حقيقية، أو عندما تنشغل بمعاركجانبية على حساب المعركة الأساسية.

جمال نصر الله