علي اكبر انصاري حين يتوضأ المال بماء الولاية

11

علي اكبر انصاري حين يتوضأ المال بماء الولاية..

في هذا العالم هناك من يبنون ناطحات سحاب وهناك من يبنون جسورا من المحبة الى السماء..

رحل اليوم رجل لم يكن مجرد (ملياردير) بل واقف لله في زمن كثر فيه الواقفون للدنيا..

علي اكبر انصاري ..

رجل اعمال ايراني من طراز خاص..

لكن ما جعله حديث الارواح المؤمنة ليس ما شيده من زجاج وحديد بل ما فرشه من حب وولاء في طرقات الزائرين..

حين تمشي في رحاب احد مراقد اهل البيت (عليهم السلام) وتطأ قدماك سجادا فاخرا مزخرفا بجمال كاشان ستقرأ عبارة (واقف علي اكبر انصاري)

تظنها توقيعا على نسيج.. 

لكنها في الحقيقة توقيع على عهد وقعه هذا الرجل مع الحسين واخيه العباس وكل الائمة ان يكون من خدامهم لا بلسانه فقط بل بماله وجهده وولائه..

في ذروة جائحة كـ…ـورونا بينما اغلقت المولات والاسواق ابوابها فتح انصاري واحدة من اكبر منشآته التجارية وحولها الى مستشفى ميداني يسع ثلاثة الاف سرير في واحدة من ابهى صور التضامن الانساني متجاوزا لغة الربح والخسارة الى لغة الرحمة والمسؤولية..

ولم يكن عطاؤه محصورا في حدود الجغرافية فلطالما وصلت بصماته الى حيث تخاض معارك الكرامة وترفع رايات الحسين سواء في العراق او لبنان في سوريا او اليمن حيث تكون الحاجة كانت يده هناك بصمت وتواضع..

واليوم غاب عن الدنيا رجل لا يشبه الكثيرين..

غاب من كان يزين البلاط لا بالسجاد فقط بل بالتقوى والنية الصافية..

غاب من استثمر دنياه لاخرته فنال بعون الله وعده الحق (ان الله اشترى من المؤمنين انفسهم واموالهم..)

ورحل نظيف اليد طاهر القلب كريم العطاء..

اللهم ان كان قد خدم دينك واولياءك ورجالك فكن له زائرا في قبره واضئ له ظلمات القبر بنور الحسين وارفع مقامه حيث يقيم المحبون عند ساقي الكوثر..

رحمك الله يا حاج وجعلك في جوار من احببت.

حيدر الحسيني