رغم بوادر إنتهاء الحرب ستبقى آثار طوفان الأقصى ممتدةً لعقود وسيبقى الحدث مثارَ جدلٍ واسع

3

 جدلٌ شيعيّ

رغم بوادر إنتهاء الحرب، ستبقى آثار طوفان الأقصى ممتدةً لعقود. وسيبقى الحدث مثارَ جدلٍ واسع.

– ما بين مؤيد ينظر للضرر الكبير الذي وقع على الكيان وخسائره الإستثنائية، وتراجع قوته وإنقلاب شعوب العالم ضد دولتهم المارقة، والعزلة التي ألمّت بهم ، وأن تلك الآثار ستستمر لحين زوالِه إن شاء الله.

– و مَن يركز على خسائر الأرواح لعشراتِ آلاف المدنيين ومشاهد الإبادة والتهجير والدمار – والتي لا يعوضها أي نصرٍ.

.. وكلاهما على حـقّ.

– لكن الجدل الفكري ليس ما ينبغي القلق منه ، بل إسقاطاته على الرؤية الدينية للحدث وتداعياتها. إذ ينقسم المتدينون بين :

– مَن يرى المقاومة عملا جهاديا يؤجر القائمون عليه والداعمون والمساندون.

– ومن يرونها فعلا عبثيا متهوّرا يفضي لسفك الدماء وإزهاق الأرواح، ويُوقِع أصحابَه في الإثم ، إذ يتحملون مسؤولية الدماء وبقية الخسائر والتضحيات، خصوصا حين يدفع المدنيون فواتير المقاومة.

– وفي المقابل يرِدُ التساؤلُ : كيف ينبغي للمتدينين تقييم صمودِ شعب غزة ولبنان بوجه التهجير والقتل؟

– هل إصرار المدنيين على الثبات في أرضهم هو فعل متهور أيضا كونه يتسبب في قتلهم ؟

– وهل يجب عليهم الاستسلام والرضوخ لما يريده العدو الغاشم من تهجيرهم والإستيلاء على أرضهم؟

– هل يُؤجرون على ثباتـِهم أم يُؤثمون ؟

– هل من المعقول أن تبقى تلك القضية مثارٰ جدل ديني يفضي بدوره لإنقسامٍ بالمواقف – بينما العدو يزداد إقترابا منا كل يوم ؟

٢٣-١-٢٠٢٥

كتابات في الشأنين العراقي والشيعي