رسالة مجاهدو الحشدِ الشعبي في الذكرى الخامسةِ لاستشهادِ قادةِ النصرِ

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

“وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ”

إلى أرواحِ قادةِ النصرِ العظيمةِ،

إلى القائدَيْنِ الشهيدَيْنِ الحاجِّ قاسمِ سليماني وأبي مهدي المهندسِ،

إلى مَنْ كتبوا بدمائِهم تاريخَ العزةِ والمجدِ، سلامٌ عليكم يومَ وُلدتم، ويومَ نذرتم حياتَكم لجهادِكم، ويومَ استُشهدتم وارتقيتم إلى علِّيين.

في الذكرى الخامسةِ لاستشهادِكم، نقفُ أمامَ عظمةِ تضحياتِكم بقلوبٍ خاشعةٍ ونفوسٍ ثائرةٍ، لا يسكنُها إلا الإصرارُ على الوفاءِ لعهدِكم، والسيرِ على خطاكم. أنتم مَنْ حطَّمتم هيبةَ الطغيانِ، وواجهتم أعتى طواغيتِ العصرِ، وأنتم مَنْ رسمتم بدمائِكم خارطةَ طريقٍ تضيءُ دروبَ الأحرارِ وتُلهمُ كلَّ مقاومٍ.

أيها القادةُ الشهداءُ، إنَّ الأرضَ التي وطئَتها أقدامُكم تشهدُ أنَّكم كنتم للأمةِ درعًا حصينًا وسيفًا مصلتًا، وأنكم اخترتم مواجهةَ الظلمِ والطغيانِ بكلِّ ما أوتيتم من قوةٍ وإرادةٍ. لقد كنتم رجالًا وقفوا عند أبوابِ التاريخِ، فاقتحموه بثباتٍ، وتركوا فيه بصماتٍ لا تُمحى، وشواهدَ لا تزولُ.

رسالتُكم اليومَ لا تزالُ تصدحُ في آذانِنا: “لا مكانَ للخضوعِ، ولا سبيلَ للخذلانِ.” دماؤُكم التي سالت على أرضِ العراقِ ليست إلا عهدًا علينا بأن نبقى كما أردتمونا: جنودًا للحقِّ، صامدين في وجهِ العواصفِ، ثابتين على المبادئِ، لا نخافُ في اللهِ لومةَ لائمٍ.

في ذكراكم الخامسةِ، نُجددُ البيعةَ ونُعلنُ للعالمِ أجمعَ أننا أوفياءُ لنهجِكم، ماضون على دربِكم، حاملون للرايةِ التي رفعتم، مهما اشتدت الخطوبُ وعظمت التحدياتُ. لن تنكسرَ إرادةُ الحشدِ، ما دامَ فينا نفسٌ ينبضُ وروحٌ تسكنُها كرامةُ الشهداءِ.

أيها القادةُ الخالدونَ، لقد جعلتم من أرواحِكم جسرًا تعبرُ عليه الأمةُ نحو مستقبلٍ كريمٍ. نمتم شهداءَ، ولكنكم أحياءٌ في ضميرِ الأمةِ وذاكرةِ الأجيالِ. عهدُنا أن نحفظَ وصاياكم، وأن نصونَ دماءَكم، وأن نُكملَ الطريقَ حتى يتحققَ النصرُ الذي استشهدتم من أجلِه.

“إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَىٰ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ.”

مجاهدو الحشد الشعبي

3/1/2025