رحلة شهيد الجمعة المرجع السيّد مُحمّد الصدر “رض” إلى إيران .. مُشاهدات وإنطباعات

بقلم / أحمد رضا المؤمن / خاص

تحتل الرحلات التي يقوم بها كبار الشخصيات وفي مُقدمهم مراجع وعُلماء الدين أهمية إستثنائية تأريخية لأسباب عديدة تتعلق بموضوع الرحلة وما يتخللها من أحداث ولقاءات ونشاطات وإكتشافات وإنطباعات ومواقف ، وهكذا فإن لعُلماء الإسلام رحلات إشتهروا بها بحكم ما تَضَمّنته من أحداث كما في رحلة الشيخ الزنجاني والشيخ مُحمّد حُسين كاشف الغطاء والسيد مُحسن الأمين وغيرهم .

ومن الرحلات التي لم يُسلّط عليها الضوء رغم أهميتها هي الرحلة التي قام بها شهيد الجمعة آية الله العُظمى السيّد مُحمّد الصدر “رض” مع جمعِ من العُلماء في الحوزة العلمية وعُلماء السنة في بغداد إلى الجمهورية الإسلامية في إيران عام 1411 هجـ/1991م والتي تَضمّنت الكثير من المواقف والمفارقات والأحداث والإنطباعات المهمة التي سجلها الشهيد الصدر نفسه في قصيدة لهُ منشورة في ديوانه أسماها بـ(الأرجوزة الإيرانية) بالإضافة إلى ما تَحدّث به حول ظروف هذه الرحلة في بعض اللّقاءات المسجلة معه حولها .

وبالرغم من نُدرة المصادر التي تَتَحَدّث عن تفاصيل هذه الرحلة إلاّ أننا إستطعنا بحمد الله التعرّف على أبرز مَحطات ومواقف هذه الرحلة المثيرة بفضل ما كتبهُ ونظمه الشهيد الصدر نفسه حولها في المصدرين المشار إليهما آنفاً .

ولقد حرصنا على سرد كُل ما أمكن من التفاصيل التي سجلها السيد الشهيد حول رحلته هذه بما فيها التفاصيل التي قد تبدو غير ذات أهمية للقاريء الكريم حرصاً على الدقة في التعرف على أحداث الرحلة .

فكرة السفر ..

لم يكُن السفر إلى إيران أمراً مُخططاً لهُ أو حتى مُتوقعاً في ذهن السيد الشهيد الصدر خصوصاً وأن السفرة حدثت أثناء قصف طائرات التحالُف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية على العراق بتأريخ 17/كانون الثاني/1991م ، فالتفكير بالسفر إلى أي مكان كان أمراً غاية في الصعوبة لكُل الناس بسبب شحّة وقود السيارات (البنزين) وإضطراب الأوضاع وإنقطاع التيار الكهربائي والإتصالات الهاتفية بالكامل بالإضافة إلى توقف الخدمات الأخرى وهو ما يجعل المواطن العراقي آنذاك يُفكّر ألف مرة ومرة بالحركة والتنقل ومُمارسة أي نشاط فضلاً عن التفكير بالسفر إلى خارج العراق .

كان السيّد الشهيد وكما كان يُعبر عن نفسه في تلك الفترة (في غاية الضعف) وفي (تقية مُكثفة) بحيث أنهُ كان لا يذهب لزيارة الإمام أمير المؤمنين “ع” إلا مرة واحدة بالشهر ، بسبب ما لَقيهُ وأسرته من ضروب الظلم والعذاب والمضايقة والرقابة بعد إعدام إبن عم والده شهيد العراق آية الله العُظمى السيّد مُحمّد باقر الصدر “رض” عام 1400 هجـ/ 1980م فكان يسعى جاهداً إلى إبعاد الأنظار عنه لتخفيف الضغوط الأمنية عليه .

الأستاذ في الحوزة العلمية في النجف الأشرف الشيخ أحمد البهادلي

وفي يوم من الأيام وبدون أي مُقدمات حَضَرَ مُمثل وزير الأوقاف بصُحبة الأُستاذ في الحوزة العلمية العلاّمة الشيخ أحمد البهادلي ومحمود شعبان مُدير أوقاف النجف ، ففاتَحهُ مُمَثّل الوزير برغبة الدولة بإرسال وفد عُلمائي حوزوي إلى إيران وأن الدولة إختارتهُ ليكون على رأس هذا الوفد الذي عيّنتهُ وإختارتهُ وزارة الأوقاف .

وهذا الإختيار من قبل وزارة الأوقاف كان له أسباب ومداليل وأبعاد كثيرة أهمها :

1/ أن الشهيد السيّد مُحمّد الصدر هو الأقرب علماً ونهجاً ونسباً ومُصاهرة إلى السيّد الشهيد مُحمّد باقر الصّدر العدو اللّدود لنظام الطاغية والذي أوصى أتباعه وتلاميذه بمقولته الشهيرة (ذوبوا في السيّد الخميني كما ذاب هو في الإسلام) وبالتالي فإن لسان حاله يُريد أن يقول أن هُناك من آل الصدر كان من نصيبكُم وهُناك آخرين من نصيبنا .

2/ أن النظام الصدامي المباد رُبما أراد من خلال إجباره إثنين من أقرب المقربين نسباً للسيد الشهيد مُحمّد باقر الصّدر وهُما الشهيد السيّد مُحمّد الصّدر والسيد حُسين الصدر أن يُرسل رسالة للحكومة الإيرانية مفادها بأن أسرة الشهيد الصدر هي في قبضته ويستطيع فعل ما يشاء بهم .

3/ الشيء المؤكّد أيضاً أن النظام الصدامي المباد أراد من خلال إرسال الشهيد السيد مُحمد الصدر والسيد حُسين الصّدر إحراج مُعارضيه الموجودين أكثرهُم في إيران آنذاك من أن أسرة السادة آل الصدر وخصوصاً المقربين من الشهيد السيد مُحمّد باقر الصدر هُم في صفّه ومن المسالمين لهُ ولنظامه .

ولكن مُخططات النظام وأهدافه هذه وغيرها باءت جميعها بالفشل الذريع بفضل حنكة وذكاء الشهيد السيد مُحمّد الصّدر الذي حَرَص بأشد ما يُمكن أن يفضح بأقصى ما يستطيع أغراض هذه الرحلة وأنهم كانوا مجبورين للمُشاركة فيها كما سيتضح من سياق وتفاصيل أحداث الرحلة .

ولأن الشهيد الصّدر كان مُتحيراً بين تحدي رغبة النظام بهذه الرحلة وبالتالي إعادة حرارة المواجهة والضغوط والرقابة على حياته وحياة أسرته التي ذاقت منهُ الويلات لسنوات طويلة ، وبين أن يقبل بما يُريد النظام فيكون قد أعان فيه الظالم بشكل من الأشكال ، وبعد أن تبيّن قلقهُ وحيرته عرض الشيخ أحمد البهادلي عليه أن يذهبا سوياً لزعيم الحوزة العلمية في النجف الأشرف آية الله العُظمى السيّد أبو القاسم الخوئي “قده” ليأخذا منهُ أمراً بالترك فإذا ما قال لهُما لا تذهبا فلن يَفعلا مهما كانت النتائج ، وهكذا ذهبا وإنتظرا لِقاء السيّد الخوئي ليعرضا عليه الأمر . وبعد أن تم لقاؤهُما به وعرضا عليه الأمر طالبين منهُ المشورة والرأي في أمر هذه الرحلة قال لهُم السيّد الخوئي “قده” : ( لا أعرف النتائج ولا أستطيع أن أقول لا .. ) . وهكذا خَرَجا وقرّرا التوكّل على الله تعالى والسفر إلى الجمهورية الإسلامية في إيران ضمن الوفد الرسمي العراقي الديني . بعد أن لم يحصل النهي أو الكراهة من السيد الخوئي .

وفي اليوم التالي جاءت سيارة حديثة وأقلّتهم إلى بغداد ، وكان السائق كما يصفه الشهيد الصدر حذراً من آثار الدمار الذي خلّفه قصف الطائرات الأمريكية على المنشآت والأبنية العراقية في الطريق .

وما أن وصلوا بغداد حتى ذهبوا بالوفد إلى مرقد “أبو حنيفة” في الأعظمية ليلتقوا خلالها وزير الأوقاف المدعو “فاضل عباس” الذي كان يَتّخذ من أروقة المرقد مَقراً مؤقتاً لوزارته حَذَر القصف ، وخلال اللّقاء تَحدّثوا عن أهداف السّفرة وغرض السُلطَة مِنها ، ، وقال الوزير مُخاطباً للشهيد الصّدر “رض” : (أنتَ إخترناك لرئاسة الوفد ..) وهذا الإختيار هو أمرٌ تُبطِن السُلطات من خلاله الكثير من الأهداف والنوايا التي تصب في إنجاح أهداف الوفد منها :

أولاً : إعادة الرطوبة إلى العلاقات بين البلدين الجارين خصوصاً وأن الحرب بين البلدين ذات الثمان سنوات لَم يَمضِ على إنتهاءها سوى سَنتين فقط ، خاصة وأن السياسات العدائية ضد الجمهورية الإسلامية لم تَنقَطع حتى بعد إنتهاء الحرب إلاّ بعد غزو الكويت وبشكّل مؤقت .

ثانياً : تأمين منافذ حدودية يتنفّس منها النظام الصدامي بعد أن أُحكم عليه الحصار من كُل جانب عدا من (الأردن وإيران) بعد غزوه الكويت في 2/آب/1990م فكان يشعُر بالخطر الكبير على نظامه وهو ما إضطره إلى تغيير سياسته العدائية تجاه الجمهورية الإسلامية في إيران والتي كانت هي الأُخرى تُحاول الإبتعاد عن الصراعات الإقليمية والدولية والتركيز على النهوض بالبلد وإعماره وتخليصه من آثار وتراكمات الحرب الظالمة التي فرضها النظام المباد على إيران.

وهكذا تناول الوفد طعام غداءهم في مكان يَطِل على ضفاف نهر دجلة حَضَرهُ كبار الشخصيات الدينية والإجتماعية . وعصراً ذهبوا بالوفد إلى فُندُق “الرشيد” الذي كان يَغُط بالظلاّم الدامس بفعل القصّف الأمريكي ، وقد بَقيَ الوَفد في هذا الفُندُق لليلتين إستمعوا خلالها أصوات القصف والدفاعات الجوية العراقية ، ولم يرضى مُدير الفُندق قيام الوفد بإشعال ولو شمعة واحدة لإنارة غُرف الوفد رغم مُطالبة الوفد لهُ بذلك . وخلال بقاءهم في الفُندُق تَم إنجاز مُعاملاتهم وأوراقهم الرّسمية وتأشيرات سفرهم إلى الجمهورية الإسلامية في إيران .

وبعد ذلك جاء إليهم المجرم “عزّة إبراهيم الدوري” نائب الرئيس المقبور حينها ، وخلال اللّقاء حاول الدّوري الإدعاء للوفد بأن الغرض من الزيارة هو التقريب بين الشعبين والإستفادة من الإمكانات الإيرانية في الغذاء والدواء بعد ما حل بالعراق من قصف ودمار وحصار ومُقاطعة إقتصادية دولية شاملة . ولكن المجرم الدّوري لم يَنسى أن يُحذّر الوفد بأن لا يَتَفَرّق بل يَتَحرّك سوية خشية أن يلتقي بوجوه مُعارِضَة للنظام المقبور بعدها أبلغهم تحية المقبور صدام وإنصرف .

وكان الوفد العراقي يتألّف من خمسة أفراد هُم :

1/ الشهيد السيّد مُحمّد السيّد مُحمّد صادق الصّدر ………… رئيساً

2/ السيّد حُسين السيّد إسماعيل الصّدر …. عضواً

3/ الشيخ أحمد البهادلي …………….. عضواً

4/ الشيخ أحمد الكبيسي …………….. عضواً

5/ الشيخ (…….) السعدي  ………. عضواً

وأضيف لهُم شخصاً سادساً مُهمته الإشراف على الشؤون المالية ومصروفات الوفد وسائقين من المخابرات مُهمتهما مُراقبة حركات وسكنات الوفد وتوثيق ذلك بتقرير مُفصّل لقيادتهم في بغداد .

الدخول إلى إيران

وكان السّفر براً عن طريق مَنفَذ (المنذرية ـ خسروي) لأن المطارات في العراق كانت مُعطلة بالكامل فكان خروجهُم من بغداد مساء يوم الثلاثاء ، وهُناك تم إستقبالهم وإستضافتهم بإهتمام بالغ من قبل شُرطة الحدود .

وعندما دخل الوفد إلى الجانب الإيراني ووصلوا إلى قصر شيرين لفت إنتباه الشهيد الصّدر الجبال الإيرانية الشاهقة ناصعة البياض والمغطاة بالثلوج وهي تَتَلقّى ضوء الشمس بلا إنعكاس .

وفي قصر شيرين نزل الوفد للإستراحة والتي تأخروا فيها كثيراً دون أن يعرف الوفد سَبَب التأخير الذي كان سببهُ على ما يبدو عدم علم الجانب الإيراني بوصول الوفد ولم يعلموا إلاّ بعد أن إتّصل بهم الوفد بنفسه .

ومع تَحرّك الوفد مَساءً بسيارة إيرانية أُرسِلَت لضيافتهم بها وبعد مرور ساعة تَعرّضَت سيارة الوفد إلى حادث سيارة خطير أدى إلى إنقطاع الطريق وبقاء السيارات المصطَدِمَة مُتوقفة في العراء البارد لِفَترَة ، وهو ما دَفع الوفد إلى النزول والذّهاب إلى أقرب مَركَز شُرطَة للوضوء والصلاة فيه ، فكانت صلاة الوفد جماعة وبإمامَة السيّد الشهيد الصّدر .

بعدها أحسّ الجانب الإيراني بتأخّر وصول الوفد فأرسَل سيارتين أُخرَيَين لإيصال الوفد سَريعاً والإطمئنان على سَلامَتِهِم وإتّجَهت بِهِم السيارات نحو مدينة “باختران” .

وهُناك نزل الوفد في فُندُق ” الرسالة” الذي باتوا فيه ليلتهم ، وفي الصباح الباكر زار الوفد في مقر إقامته مُحافظ مدينة “باختران” وإمام جُمعة المدينة وهو شيخ كبير وفاضل وذو سُمعة طيبة . وما أن حل العصر حتى طار الوفد بطائرة إيرانية من مطار مدينة “باختران” إلى العاصمة الإيرانية “طهران” .

وفي مطار “مِهر آباد” الدولي تم إستقبال الوفد الزائر بشكل رسمي من قبل الخارجية الإيرانية بالإضافة إلى تواجُد القائم بالأعمال العراقي ضمن المستقبلين .

وأنزل الوفد في فُندُق “إستقلال” بإحترام بالغ وكرم وضيافة عظيمة سواء على مُستوى مكان الإقامة أو المأكل والمشرب فيه ونحوه .

بعدها تقدّم الوفد العراقي بطلب مُقابلة كبار المسؤولين في الجمهورية الإسلامية في إيران كالمرشد الأعلى آية الله العُظمى السيد علي الحسيني الخامنئي والشيخ مهدي الكروبي رئيس مجلس الشورى آنذاك والشيخ الحبيبي وزير الخارجية ، ولكن الجانب الإيراني تردّد بالإستجابة لطلبات المقابلة الرسمية هذهِ نَظراً لتزامُن زِيارَة الوفد مع أعياد الذّكرى الثانية عشرة لإنتصار الثورة الإسلامية في إيران حيث ينشغل المسؤولون بالتحضير والمشاركة في هذه المناسبة التأريخية . ولكن وزارة الخارجية أوكلت مُهمّة إستقبال وضيافة الوفد بممثل وزير الخارجية الشيخ الفومني والذي كان يَصِفُهُ الشهيد الصّدر باللّطف .

إلى قُم المقدسة

ومن ثُم سافَرَ الوفد بمعيّة الشيخ الفومني إلى مدينة “قم” المقدسة فبدأوا بزيارة منزل آية الله العُظمى السيّد صَدر الدين الصدر “قده” الذي سَبَق لَهُ أن زارهُ في طفولته مع والديه قبل أربعة عقود ، وقد بَحَثوا عن السيّد “رضا الصدر” نجل المرجع الصّدر وأخو الشهيد المغيب السيّد “موسى الصدر” ولكن يبدو بأنهُ كان أثناءها في طهران بعدها تَشَرّف الوفد بزيارة مَرقَد السيّدة فاطِمَة المعصومة “ع” .

المرجع آية الله العظمى السيد مُحمّد رضا الكلبايكاني “قدس سره”

وفي اليوم التالي قام الوفد بزيارة المرجع الدّيني آية الله العُظمى السيّد الكُلبايكاني “قده” في داره بقُم ، وهي دار يَصفها الشهيد الصدر بأنّها دارٌ ضخمة مليئة بطلبة العلم وقد تعرّف على الكثير مِنهُم لأن فيهم من سَبَقَ لَهُ الدّراسة في النجف الأشرف ومِنهُم السيّد جواد الكُلبايكاني نجل المرجع السيّد الكُلبايكاني الذي إستقبل الوفد الضيف ورحّب بهم وأدخلهُم على أبيه المرجع الذي كان قد جاوَز التسعين من العمر وقتها وَبَدَت عليه علامات الشيخوخة والتدهور الصّحي ، وبعد أن شَرَح السيّد جَواد لوالده طبيعة زيارة الوفد الضيف وما أصابَ العِراق من قَصف ودَمار تَحَدّث مَعَهُم المرجع السيّد الكُلبايكاني بالإستفسار العام عن أحوال العراق بعد القصف وأخبرهُم بأنهُ كان قد أصدَر بياناً يَدحَضُ فيه قوى الكُفر والعمالة ويَشجُب فيه العِدوان الأمريكي على العراق وقد وُزّعَت نُسَخ من البيان على أعضاء الوفد .

بَعدَها أخبر السيّد جواد الكُلبايكاني الشهيد الصّدر بجهود مكتب والده في توزيع الحقوق على الفُقراء ، فنبّههُ الشهيد الصدر بدوره إلى ضرورة أن تُسلّم الأموال بواسطة أيدي أمينة وإلاّ فلا فائدة من توزيعها !!

طهران

وفور إنتهاء زيارة المرجع السيّد الكُلبايكاني توجّه الوفد إلى طهران مرّة أُخرى ليزور ضريح مؤسّس الجمهورية الإسلامية آية الله العُظمى السيّد روح الله الخميني “رض” أستاذه حينما كان في النجف الأشرف حيث حضر السيّد الشهيد الصدر دروسه في “ولاية الفقيه” وبتوجيه وتشجيع من شهيد العراق آية الله العُظمى السيد مُحمّد باقر الصّدر “رض” مطلع سبعينيات القرن الميلادي الماضي .

وكان أن سَرَحَ الشّهيد الصّدر في خَيالِه فأُعجب بهَيبة بناء مرقد أُستاذه فأنشد أبياتاً يَصِف فيه شكل وأحوال هذا المرقد مَعَ حَذَر واضح في مَدح شَخصِه وفِكرِه ونَهجِه خَشية ما لا يُحمَد عُقباه عَلَيه في حينها من قبل النظام البعثي المقبور.

بعدها إلتقى الشّهيد الصّدر بالعلاّمة السيّد رضا الصّدر نَجلُ آية الله العُظمى السيُد صَدر الدّين الصّدر وأخو الشهيد المغيّب السيّد موسى الصّدر وَجَرى الحديث حول مُختلف القضايا من فقه وتفسير وما جرى على السيّد موسى الصّدر والذي إختَطَفَهُ نظام مُعمر القذافي في ليبيا عام 1978م .

الشهيد الصّدر يُصلي خلف السيّد الخامنئي “دام ظله الوارف”

وفي اليوم التالي تَوجّه الوفد لحضور صلاة الجمعة في مُصلّى جامعة طهران وكانت الأجواء مُثلِجَة وَشَديدة البرودة ، وما أن دخل الوفد حتى وجدوا آية الله الشيخ جوادي الآملي يُلقي كلمة تَسبق خُطبة الجمعة التي شاء الله تعالى أن يكون مُلقيها ـ الخطبة ـ وإمام صلاة الجمعة في هذه المرة هو آية الله العُظمى السيّد عليّ الحسيني الخامنئي الذي أثار إعجاب الوفد الضيف بإسلوب إلقاءه وشخصيته القيادية الجذابة فترى الشهيد الصدر يُسجل في إرجوزته إعجابه الشديد بشخصيّة السيّد الخامنئي الذي وصفهُ بأنهُ (إمامُ كُل البشر) بقوله :

وعندما إنتهى من الخطاب

جاء إلينا في ليوثِ الغابِ

“خامنئي” إمامُ كُل البّشر

وصاعِدٌ بصيته المنتَشِر

هُناك شاهَدناه بالعيانُ

أوّل مَرّة لدى إيران

قيل لنا : أن لهُ نواباً

يُلقي الذي شاء لهُم خطابا

يُنسّق المجيء كُل مرة

في ضِمنَهُم كي لا ينال حَسرَة

لكنّه إختار المجيء الآنا

بنفسه يُلقي خطاباً كانا

من أجل (عيد الفجر) في دولته

ولإحترام العيد في فكرته

أرشدُ للتقوى لدى خطابه

كذلك الأخلاق في أحبابه

كذلك الأحوال والسياسة

لكي تكون بينهُم حماسة

وعندما إنتهى لسان الفُرسِ

ألقى خطاباً عربي الجَرَسِ

لكنهُ مُرتَجَلٌ بالفارِسيّ

لا يعتني ببردٍ قارسِ

وباللّسان العَرَبي في الناس

ألقى خِطاباً مِن عَلى القِرطاسِ

وعِندَما إنتهى من الخطابِ

هَنيّة كان في المحرابِ

وهكذا فَقَد شاء الله تعالى أن يُصَلّي شهيد الجمعة آية الله العُظمى السيّد مُحمّد الصّدر “رض” أوّل صلاة جُمعَة لهُ بإمامة آية الله العُظمى السيّد علي الحسيني الخامنئي “دام ظله الوارف” في طهران ، وقد أُعجِبَ الشهيد الصّدر بهذه الصلاة وبإلتزام الشّعبِ الإيراني بأداءها وبَعَدَم فتح مَحَلاّتِهِم أثناء الصّلاة .

بعد ذلك إلتقى الوفد بالعلاّمة الشيخ مُحمّد علي التسخيري الذي كان يَشغَل حينها مَنصِبي وزير الإعلام الإسلامي ومُستَشار الولي الفقيه آية الله العُظمى السيد الخامنئي “دام ظله الوارف” والذي وافق على طَلَب الوفد بزيارته لأنهُ يذكُر ويَعرِف أعضاء الوفد أيام دراسته في حوزة النجف الأشرف وكان يدرُس مع الشهيد الصّدر في نفس حلقات الدّرس لدى الشهيد السيّد مُحمّد باقر الصّدر .

وقد رَحّب بِهِم الشيّخ التسخيري وأطلعهُم على إنجازات الجمهورية الإسلامية من قضايا وشؤون إعلامية وكُتُب وإصدارات . وقد أخبرهُ الوفد بما حَل في العراق وما يُراد من تقريب وترطيب العلاقات بين البلدين الجارين المسلمين فوافقهُم الشيخ التسخيري والذي أهدى لكُل فرد من الوفد الضيف مجموعة كُتُب باللّغة العربية وأكرم ضيافتهم ، وكان أن طرح الشيخ التسخيري على الشهيد الصدر تسليمهم مُساعدات مالية وغذائية عينية لمُساعدة الشعب العراقي فما كان من الشهيد الصدر إلا أن رفض وقال لهُ بالحرف الواحد : (لا تدفعوا مُساعدات إلاّ إلى أيدي أمينة) حينها قال لهُ الشيخ التسخيري : نحن لا نعرف الأيدي الأمينة ! فأكد عليه الشهيد الصدر بالقول : (إتقوا الله لأنهُ الأيدي غير الأمينة سوف تفعل الأباطيل في هذه المساعدات ، لا أقل أنهُ يصل إلى تاجر فيبيعه بأضعاف ثمنه في حين أضعاف ثمنه أرخص من سعرها) لقد كان موقف الشهيد الصدر الرافض لقبول المساعدات نابع من معرفته بسلوكيات أجهزة السُلطة ومعرفته بمصير هذه المساعدات التي ستؤول إلى السُلطات البعثية الصدامية المجرمة والتي كانت ستذهب بها إلى فيافي بني سعد كما يُعبرون . وما أكثر المساعدات التي كانت تصل إلى الشعب العراقي في فترة الحصار الظالم ليُفاجأ الشعب بإنتشارها في الأسواق من خلال تجار الحرام .

ثُم وبعد إنتهاء اللّقاء أوصلهُم بنَفسِهِ إلى الشارع نزولاً من الطابق الرابع وبإهتمام بالغ .

مرقد السيد عبد العظيم الحسني في طهران

ثُم توجه الوفد لزيارة مرقد الشاه عبد العظيم الحسني “رض” ، ثُم زاروا سوق طهران المركزي الكبير والذي أسهب في وصف سعته خصوصاً وأنهُ كان قريباً من الفُندُق الذي يتواجدون فيه (فُندق إستقلال) حيث كان يشغل الطابق التاسع في الغُرفة رقم (39) وكان أن لَفَتَ إنتباهَه “رض” وجود موسيقى إنشادية تَصدُح في أرجاء الفُندُق وهو أمرٌ لَم يَتَقَبّلَهُ بِسِهولَة فكان أن إستَفسَر من إدارة الفُندُق عن سَبَب تَساهُلَهُم في السّماح بهذا النوع من الموسيقى المحرمة ـ في نظره ـ فأجابوه : بأن السيّد الخميني كان قد حَلّلها لَهُم كونها موسيقى روحيّة مع أشعار أخلاقية نَظِمها شُعراء فُرس عرفانيون .

وخلال وجودهُم في هذا الفندق وبتنسيق من القائم بالأعمال والذي كان يتواجد فوقهُم في الطابق الخامس عشر جرى لقاء هام بين الوفد برئاسة الشهيد الصدر وبين الداعية الإسلامي الجزائري المعارض الشيخ “عباس مدني” والذي كان حاضراً في إيران للمُشاركة بإحتفالات عَشَرَة الفَجر ، وَقَد أثار إنتباه السيّد الشّهيد في وَصفِهِ لَهُ بأنّهُ كان يَتَكَلّم الفُصحى بِلَهجَة هادِئَة وَرَزينَة ومُقنِعَة وبياض لِحيَتِهِ وَمَلبَسِهِ .

وفي فندق “إستقلال” إلتقى بأحد العُلماء من الذين درسوا في الحوزة العلمية في النجف الأشرف هو الشيخ محمود الأنصاري قبل أن يُهاجر إلى إيران ، وبعد أن إلتقى بالشهيد الصدر شكى لهُ بحرقة فُقدان أخيه الشيخ أحمد الأنصاري الذي إعتقله أزلام الطاغية صدام ولم يُعرف عن مصيره أي شيء مُنذ ذلك الحين ، وكان الشيخ محمود الأنصاري يرجو من السيد الصدر أن ينقُل رجاءهُ وطلبه من السُلطات العراقية بالإفراج عن أخيه ، وأنهُ لا ينام اللّيل بفعل فراق شقيقه ، وحينما خرج الشيخ الأنصاري من مقر إقامة الوفد في الفندق صَحِبَهُ الشهيد الصدر إلى باب الفُندق إحتراماً وإجلالاً لهُ ، وخلال الدقائق القليلة التي إنفرد فيها معه أوضح الشهيد الصدر للشيخ محمود الأنصاري على عجل أن مجيئهم إلى إيران كان بالإجبار والتهديد المبطّن ، وهُنا تعجّب الشيخ الأنصاري وقال : مجبورين !! فأجابه الشهيد الصدر مؤكّداً : نعم مجبورين .

مدينة “مشهد” المقدّسة

وعندما توجّه الوفد لزيارة مَشهَد الإمام الرضا “ع” عيّنت الحكومة الإيرانية مُرافقاً لَهُم يُدعى “شَبَستَري” ، ومِن مَطار “مِهر آباد” طار الوفد وخلال ساعة ونصف وَصَلوا مُتشوّقين لِزيارة الإمام الرضا “ع” فوراً وكان وصولَهُم يُصادِف يوم 25/رجب/1411 هجـ والذي يُصادِف فيه وَفاة الإمام موسى الكاظم “ع” والذي يسبق يومين لمُناسبة المبعث النبوي الشريف في السابع والعشرين من رجب .

وما أن إنتهى الوفد من أداء مراسيم الزيارة حتى رافَقَهُم مرة أُخرى “شَبَستَري” مع إثنين من إدارة المحافظة لِيَستَقرّوا في فُندُق (هُما) . وهو فُندُق راقي وإن لم يكُن بمُستوى فُندُق “إستقلال” إلاّ أنهُ كان مُريحاً للوفد ، وقد لَفَت إنتباه السيّد الشهيد فيه اللّوحات الفنية الجميلة فيه والمرسومة باليَد وبقياسات كبيرة تصل إلى مترين في واحد .

وهُناك في مدينة مَشهَد لاحظ وشاهَد الشّهيد السيّد الصّدر الكثير من الناس العراقيين مِمّن إستقر بِهِ المقام في هذه المدينة المقدسة وأن كثيراً منهُم كانوا من الأصدقاء والمعارف من المهجرين أو المهاجرين .

وفي زيارة أُخرى لمرقد الإمام الرضا “ع” يَصِف السيّد الشّهيد رَوعَة وَسِعَة الإعمار في هذا المرقد المبارك ومَدى عِنايَة المسؤولين عن خِدمَتِهِ ، وكان أن عَيّنَت إدارة العَتَبَة أحَد المسؤولين ليقوم بالشّرحِ التّفصيلي لِطَبيعة الأعمال الجارية في تطوير وإعمار العَتَبة الرضويّة ، وقامت إدارة العتبة بإهداء الوفد مجموعة من الكُتُب التي تُصدِرها مَكتَبَة العَتَبة بالإضافة إلى بعض العُمُلات الإيرانية المختومة بصورة تذكارية للكعبة المشرفة ومن خلفِها القُدسِ الشريف .

المرحوم الشيخ واعظ الطبسي سادن العتبة الرضوية المقدسة

وبعد لقاءه بإدارة العَتَبَة الرّضَويّة المقَدّسَة إلتقى الشهيد الصدر بأمينها العام الشيخ واعظ الطبسي والذي أثنى على شخصيّته الإدارية ، وكان الوفد قد طَلَبَ مِنهُ أمرَين هُما زِيارَة لمتحَف الإمام الرضا “ع” والغداء في مَطعَم العَتَبَة . وكان الشيخ الطبسي قد دَعا الوفد الضّيف لحضور مجلس بِمُناسبة ذكرى المبعث النبوي في الصباح ، فَتَحَقّق لَهُم ذلك وزاروا المتحَف حتى وقت الغروب فصَلّى الوفد داخل المتحَف بعدها تَوَجّه الوفد لِلِقاء إمام جُمعة مَشهَد والذي وَصَفَهُ الشّهيد الصّدر بأنهُ شَيخٌ مَهيب فاضِل ذو سُمعَة وَالذي عُرَفَ مِنهُ لاحقاً أنهُ كان نَزيل النجف الأشرف قبل أن يُسفّر وقد تَذكّرَهُ الشّهيد الصّدر عِندَما كان في النّجف الأشرف في أحد المجالس أو رُبّما أحد الدروس الحوزوية .

ثُم تَوجّه الوفد بعد ذلك إلى سوق الإمام الرضا “ع” في مشهد وقام بوصف السوق مُعجباً بسِعَتِه وتَصميمه مُشيراً إلى أنهُ لَم يَستَطع إكمال المسير فيه لطول مَسافَتِهِ .

وَبَعد لَيلَتين قَضاها الوَفد في مَشهَد المقدسة تَوجّهوا إلى طهران بطائرة (إيرباص) الفَخمَة مُتوجّهة إلى مَطار (مِهر آباد) في طهران ، وكان الشّهيد الصّدر حَريصاً خِلالها على إختيار المقعد المجاوِر للنافذة لِيَستَمتع بالمنظر العلوي . وما أن طارت بِهِم الطائرة من مطار “مشهد” حتى لاحظوا مَنظر قُبّة وصَحن الإمام الرضا “ع” فكان منظراً روحياً مؤثراً في نفوسهم التي إطمأنت بمحضر الإمام علي بن موسى الرضا “ع” فذرفوا الدموع حسرة على الفراق .

أُمنية لم تتحقق

مدينة أصفهان .. المدينة الجميلة التي لم تتحقق أمنية الشهيد الصدر “رض” بزيارتها

وكان السيد الشهيد الصدر قد أقنع أعضاء الوفد بضرورة زيارة مدينة أصفهان مُعلّلاً ذلك بأنّها فُرصَة العُمر التي لا تُعوّض خصوصاً مع إشتهار هذه المدينة بالآثار والسياحة العريقة والجميلة ، فحتّى لو تَمادى الزمان فإنهُم ليس من المعلوم أن يتمكّنوا من زيارة إيران مرّة أُخرى خصوصاً مع هذه الحفاوة والضيافة العظيمة من الجانب الإيراني الذي كان يُسَر بتحقيق جميع مطالبهم أياً كانت خصوصاً وأن زيارة الوفد كانت بعلم وإطلاع من الحكومة العراقية التي لا يُمكن أن تسمح لمثل هذه الزيارات بين الشّعبين الجارين الشقيقين.

ولكن الشّهيد الصّدر وباقي أعضاء الوفد خابَ أملهُم ولم يَتمكّنوا من زيارة مدينة “أصفهان” بعد أن وَصَلَهُم خبر قيام الطيران الأمريكي بقصف وحشي لملجأ العامرية وهو ما تَسبب بإيقاع عدد كبير من الشهداء الأبرياء وهو ما أثّر على أجواء السعادة بين أعضاء الوفد فإنقلبت إلى حُزنٍ وَهَمّ وَغَم لما يحدُث في العراق .

عِندَها قال الشيخ الكُبيسي للوَفد أن الرّجوع الفوري أمرٌ لا بُد مِنه خاصّة وأن بيته ـ الكبيسي ـ كان قريباً من منطقة القصف بالقرب من النفق وهو قلق جداً على أحوال عائلته .

وَرَغم أن الجانب الإيراني كان قد نَصَحَ الوَفد الضيف بالبقاء مُدّة أُخرى لِلِقاء الشّيخ الكرّوبي والشيخ الحبيبي خصوصاً بعد أن خَفّ جدول أعمالهم من زخم البرامج والمناسبات ، إلاّ أن الشيخ الكُبيسي وهو الذي أصبح فيما بعد رئيس الوفد أصر على الرجوع مُبرّراً بأن الصُحُف الإيرانية قد نَشَرَت وَغَطّت نبأ زيارة الوفد العراقي ولقاءاته ، وهكذا عاد الوفد إلى العراق بأسفٍ وَحَسرَة على عدم إكمال الزيارة وإطالة مُدّتها خصوصاً بعدما لقوه من عظيم الضيافة والترحيب .

وهكذا خرج الوفد من “طهران” عائداً إلى العراق بالسيارة لأن الطيران لم يكُن مُتوفّراً للعراق في تلك الظروف فكان أن مرّت السيارة بمدن ” أسد آباد” و”همدان” وطُرُق جَبَليّة أُخرى معروفة حتى وصولهُم إلى مدينة “باختُران” لينزلوا في فُندُق (الرسالة) .

وفي الصّباح توجّه الوفد مع سيارة شُرطَة إيرانية تَحرِسَهُم وترافقهُم إلى الحدود في “خسروي” وكانوا قد نَزَلوا في مدينة “سربيل زهاب” لتناوُل الكباب لأنهُ كان آخر منطقة توجَد فيها مطعم وبعدها لا يوجد حتى الحدود .

الوصول إلى أرض الوطن

وهَكذا دَخَل الوَفد أرضَ الوطن من مَنفَذ “المنذرية” الحدودي قُرب “خانقين” لينزلوا مُباشَرَة في مرقد ” أبو حنيفة” في بغداد للقاء وزير الأوقاف الذي كان مشغولاً بإجتماع مما إضطر الوفد إلى البقاء والمبيت في مرقد أبي حنيفة للقاء الوزير في اليوم التالي .

وفي صباح اليوم التالي تَجوّل السيّد الشهيد الصّدر ومن معهُ في كافة أروِقَة مَرقَد “أبي حَنيفة” والذي كان مُظلماً بفعل الإنقطاع الكامل للكهرباء في العراق بِسَبَب القَصف الأمريكي .

بَعدَها تَمّ اللّقاء بالوزير الذي شَكَرَهُم عَلى جِهودَهُم وَليَتوجّه الشّهيد الصّدر بَعدَها عائداً إلى مَنزِلَهُ في النجف الأشرف . وفي الأثناء كان أعضاء الوفد ومنهم الشيخ أحمد البهادلي قلقاً جداً على مصير أهله في فترة الحرب هذه وما حل بهم ، فما كان من الشهيد الصدر إلاّ أن يُرشده لقراءة قوله تعالى [ رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنْ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنْ الثَّمَرَاتِ ] وفعلاً ، فما أن وصلوا النجف الأشرف حتى وجدوا بأن أهاليهم بخير وبركة ورعاية عظيمة من الله عز وجل

  • Related Posts

    مفهوم المقاومة الإسلامية

    قال الله تعالى: ﴿كُتِبَ عَلَيْكُمْ اَلْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهُ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاَللَّهِ يَعْلَمُوَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ﴾ وقوله تعالى: ﴿أَذِنَ…

    بل الإنسان على نفسه بصيرة

    بسم الله الرحمن الرحيم (بل الإنسان على نفسه بصيرة) تشير الآية الكريمة إلى أن الإنسان هو أعلم بنفسه وبنيته الداخلية، وأنه يمتلك بصيرة فطرية تمكنه من التمييز بين الحق والباطل.…

    اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *