خطاب رئيس الجمهورية اليمنية مهدي المشاط بمناسبة الذكرى الحادية عشر لثورة الـ 21 من سبتمبر المجيدة

14

خطاب رئيس الجمهورية اليمنية مهدي المشاط بمناسبة الذكرى الحادية عشر لثورة الـ 21 من سبتمبر المجيدة:

باسمي ونيابة عن زملائي في المجلس السياسي الأعلى أبارك لشعبنا اليمني العزيز الذكرى الحادية عشر لقيام ثورة الـ 21 من سبتمبر المجيدة

بالمناسبة نفسها أهنئ قائد الثورة المباركة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي يحفظه الله

أتقدم بخالص التهاني والتبريكات إلى أبطالنا المرابطين في جبهات الشرف والدفاع عن كرامة الشعب العزيز وحمى الوطن الغالي في سهوله وبحاره

– التهنئة موصولة لكل المخلصين في مختلف ميادين الجهاد الواسعة ولكل الشرفاء والأحرار في عموم الداخل والخارج

تحل علينا -هذا العام- الذكرى الحادية عشر لثورة 21 من سبتمبر المجيدة محملة برياح التحديات والمتغيرات المتسارعة في مرحلة تنزف فيها جراح أمتنا

تحل علينا ذكرى ثورة 21 سبتمبر والشعب الفلسطيني يواجه أعتى موجات الإجرام والبطش الصهيوني في مجازر وحشية لم يسجل لها التاريخ مثيلا بدعم أمريكي

تحل علينا ذكرى ثورة 21 سبتمبر والمنطقة العربية بأسرها تُستباح والعدو الإسرائيلي يُمعن في عربدته فيضرب هنا ويغتال هناك

آخر فصول إجرام العدو الإسرائيلي كان العدوان الغادر ومحاولة الاغتيال الآثمة التي استهدفت الوفد المفاوض لحركة حماس في قلب العاصمة القطرية الدوحة

آخر فصول إجرام العدو الإسرائيلي كان الجريمة الوحشية بحق المدنيين والمساكن في حي التحرير بالعاصمة صنعاء ومحافظة الجوف والعدوان على ميناء الحديدة

هذه الأحداث المتتابعة بما تحمله من أبعاد تقدم الدليل القاطع على صوابية وفاعلية ثورة الـ 21 من سبتمبر المجيدة

ثورة الـ 21 من سبتمبر أعادت لليمن كرامته وانتزعته من براثن الوصاية

ثورة الـ 21 من سبتمبر وضعت اليمن على طريق الاستقلال والحرية ليكتب فصلا جديدا من تاريخه بقرار مستقل وإرادة لا تنكسر وعزيمة لا تلين

من يتأمل الواقع اليمني منذ قيام الجمهورية يدرك عمق الاختلالات التي تراكمت وأن اليمن لم يكن يوما على ما يرام

ثورة الـ 21 من سبتمبر المجيدة كانت ضرورة وطنية وحاجة شعبية ملحة في لحظة كانت مقدرات الوطن تتآكل والقيم يستبدل بها غيرها 

ثورة 21 سبتمبر كانت ضرورة وحاجة ملحة في لحظة كانت الهوية على طريق التجريف بفعل عبث الخارج وأدواته الداخلية الملوثة بالتبعية والفساد

ثورة الـ 21 من سبتمبر المباركة جاءت تتويجا لمسيرة نضال شعبنا بعد عقود من الخيانة والإحباط

قوى النظام السابق أسقطت كل الشرعيات وأهدرت كل موارد البلاد وأباحت سيادة الوطن 

ثورة 21 سبتمبر فضحت حقيقة قوى النظام السابق التي استمرأت التفريط والخيانة وباعت القرار الوطني وفرغت مؤسسات الدولة من مضمونها السيادي لصالح الوصاية الأجنبية 

من يستذكر تلك المرحلة المظلمة التي سبقت اندلاع الثورة الشعبية سيدرك أننا كنا نعيش ذروة الانحدار الوطني

قبل الثورة الشعبية تواطأت بعض القوى المحلية الحاكمة حينها مع أجندات الخارج على حساب الشعب ومصالحه وسيادة البلد واستقلاله

بعض القوى المحلية الحاكمة قبل الثورة أوصلت البلد إلى وصاية معلنة حولت سيادته على ورقة بيد الخارج وأطماعه

قبل ثوة 21 سبتمبر انتقل مركز القرار من دار الرئاسة إلى مبنى السفارة الأمريكية وأصبح السفير هو الآمر الناهي 

تحققت الثورة في الـ 21 من سبتمبر بأقل كلفة وبأعلى درجات الوعي والانضباط 

ثورة الـ 21 من سبتمبر بسطت الأمن وحفظت الممتلكات العامة والخاصة ودعت جميع شركاء الوطن إلى السلم والشراكة 

القضية الفلسطينية كانت حاضرة بأولويتها في ثورة 21 سبتمبر منذ الوهلة الأولى لانطلاقها باعتبارها القضية المركزية والمظلومية الأكبر

الثورة حافظت على موقفها المبدئي والديني بالوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني وعمَّدته بالدماء والمواقف الخالدة

ثورة 21 سبتمبر منعت الملاحة الإسرائيلية من المرور في البحر الأحمر وخليج عدن والبحر العربي وصولا إلى المحيط الهندي والبحر الأبيض المتوسط

 ثورة 21 سبتمبر سخَّرت كل إمكاناتها لمناصرة الشعب الفلسطيني وفي إطار هذا الموقف ارتقى رئيس الوزراء وعدد من رفاقه الوزراء وعدد كبير من أبطال القوات المسلحة والمواطنين

لولا الثورة الـ 21 من سبتمبر لكان التطبيع مع كيان العدو الإسرائيلي أُعلن من اليمن استجابة للتوجيهات الأمريكية

اليوم نطوي عقدا من العدوان الأمريكي السعودي الغاشم الذي لم يتوقف حتى الآن بكل ما حشد له من ترسانة عسكرية وتحالفات دولية وإمكانات مالية وسياسية

بعد سنوات من القتل والتدمير الممنهج والحصار الخانق والتجويع المُتعمَّد نقف اليوم أكثر صلابة وأشد بأسا وأمضى إرادة للذود عن بلدنا وردع أي عدوان يفرض عليه

يحق لشعبنا العزيز أن يرى جراحه تثمر عزّا وآلامه تستحيل نصرا وأن يفخر بثورته ويعتز بقيادته ويثق بصوابية نهجه