حصار غيتو وارسو و حصار غزه

11

حصار غيتو وارسو

يُقال إن غيتو وارسو في ايرلندا كان أشدّ حصار فرضه النازيون على اليهود… فتّشت في تاريخه، قلّبت صفحاته، بحثت عن صورة لطفل ميت من الجوع… عن أم ماتت وفي صدرها صمت المعدة… فما وجدت، لا اسمًا، ولا شاهدًا، ولا قبراً من جوع.

بل كانت المساعدات تصل إليهم، وتفتح لهم منافذ الحياة، حتى وهم في قبضة العدو…

لكن انظر الآن إلى غزة…

غزة تموت، لا لأن العدو أقوى، بل لأن العالم أبكم.

يموت الأطفال جوعًا… لا يجدون قطرة حليب، ولا كسرة خبز، ولا نافذة رجاء.

رضّع تغور خدودهم قبل أوانهم، وأمهات يحتضنهم وهنّ يعلمن أن الموت أقرب من النجاة.

المشهد؟ لا تصفه الكلمات. مشاهد تبكي الجمادات… إلا العرب!

صمتهم عار… وجمودهم خنجر.

أما الصهاينة؟

فلا تسأل عن الرحمة في قلوبٍ نُزعت منها الرحمة.

هؤلاء لا يشبهوننا في شيء… لا ضمير، لا وجدان، لا إنسانية.

يتلذذون بعذاب الضعيف، وإن استقووا، نهشوا، لا فرق عندهم بين عدو وجنين.

فهل يُطلب العذر لذئب؟ وهل يُرجى خير ممن تسرّه صيحات الألم؟

بل قتلهم واجتثاثهم واجب بعذر أو من دون عذر 

الله أكبر من هذه المأساة… مأساة تدمي القلوب وتجنّن العقول.