جرائمُ أميركا … يقتلون الشعب ويزعمون إستهداف النظام!
من اجلِ متابعة تفاصيلَ الجرائمَ الامريكية في العراق من اولها، لابدّ من التذكيرِ دائماً بأن تأسيسَ حزبِ البعث وتنصيبَ صدامَ رئيساً واطلاقَ يدَه في العراق، كلُها جرائمٌ امريكية، وكلُ مافعله صدام والبعث من فضائعَ في العراق هي من صنعِ اميركا، وكلُ ما ارتكبه صدامُ وجيشُه من جرائمَ في الحربِ مع ايران وغزوِ الكويت، هي جرائمٌ امريكية، وبعدَ ان انتهى دورُ صدام ونظامِه، قررتْ اميركا التخلصَ منه وتدميرَ قدراتِه العسكرية لكي لا تقع في ايدٍ معادية لها، وكان سيناريو القضاءِ عليه عبارةً عن سلسلةٍ من الجرائمِ الاضافية، فكلُ ضربةٍ وجهتها اميركا لذلك النظام، كانت تصيبُ الشعبَ العراقي وتجعلُه يدفع الثمن، وابرزُ مثالٍ على تلكَ الجرائم، الحصارُ الاقتصادي على العراق ثلاثةَ عشرَ عاماً والذي دفعَ ثمنَه الشعبُ العراقي، فقد عانى الجوعَ والحرمان وموتَ الاطفال، وتهديدَ البنيةِ القيمية، بينما كانَ رأسُ النظام واسرتُه وكبارُ ازلامه، يتنعمون في ظلِ الحصار.
كانَ الحصار بوقائعِه اليومية جريمةً، وباهدافِه النهائية جريمةً اخرى، وقد بدا الشعب هو المستهدف الذي (تجب) معاقبتُه على ثورتِه في الانتفاضةِ الشعبانية التي كانت احتجاجاً على صدام والبعث واميركا، ودعوةً الى الاسلام والمرجعية، كان الحصارُ والتجويع مطلوباً لتدميرِ إرادةِ الشعب وفصلِه عن دينِه وجعلِه يقبل بأسوأ الحلول، وحين بدأت حربُ اسقاط نظام صدام في اذار 2003، كانت الهجمات تستهدفُ الشعبَ وتقتلُ الناس وتدمرُ ما تبقى من البنى التحتية، كان واضحاً ان المشروعَ مشروعُ تدميرٍ لا تعميرَ للعراق، بعدها بدأت معالمُ المخطط تتضح اكثر، فهي سلسلةُ جرائمٍ تستهدف الشعبَ العراقي في وقتٍ كان هؤلاء المجرمون قادرين على التقاطِ صدام وازلامِه ليفعلوا بهم ما يشاؤون دونَ الحاقِ الاذى بالشعبِ الذي كان ضحيةً لهذا الصراع.