جدلية أهلية الشيعة للحكم ؟

10

جدلية أهلية الشيعة للحكم ؟ 

تطرح أحيانا تساؤلات حول أهلية الطائفة الشيعية لتولي الحكم وهو تساؤل تغذيه الدعاية المغرضة والإعلام الموجه بعيدا عن القراءة الواقعية والموضوعية للتاريخ الإسلامي وإذا عدنا إلى مسار الحكومات الشيعية منذ أواخر العصر العباسي نلاحظ أن الحكم الشيعي رغم افتقاده لعنصر الإمامة لدى عموم الشيعة اتسم بالعدالة والنزاهة نسبيا   ذا إرادة صلبة دون أن يسجل عليه تاريخيًا اضطهاد للمخالفين أو قمع للحريات حتى في ظل الحكم الصفوي الذي وصف بالشدة إلا أنه لم يكن ظالمًا أو استبداديًا بمعاييره الزمنية

في المقابل فإن معظم الأنظمة المذاهب الأخرى تاريخيًا وحديثًا تتسم بالديكتاتورية وتغيب عنها مظاهر الديمقراطية والتعددية السياسية حتى على مستوى أدنى المعايير إذ من النادر أن نجد في تجربتها نسبة ١٠٪ من الممارسة الديمقراطية الحقيقية

 ولذلك فإن الجهات التي تنافس الحكم الشيعي كثيرًا ما تلجأ إلى الإعلام المضلل والارتباطات الخارجية ..

ما يميز التجارب الشيعية في الحكم هو اهتمامها المتواصل بقضايا المسلمين في مختلف أرجاء العالم دون تبني نهج طائفي أو إقصائي  وقد تبنت دول الشيعة    المقاومة مثل الدولة الفاطمية والدولة الحمدانية التي مثلت خط الدفاع الأول ضد التوسع البيزنطي وقدمت نموذجًا في المقاومة 

إن الدول الشيعية التي قامت في مناطق مختلفة من العالم الإسلامي كالدولة العيونية في البحرين والحجاز كانت تمثل أنظمة قائمة على المبادئ والأخلاق وحرصت على العدالة الاجتماعية  وإن كانت أحيانا تستظهر  منها  الترف والبذخ

وبناءً على ما تقدم فإن التشكيك في أهلية الشيعة للحكم لا يستند إلى معطيات موضوعية بل إلى دوافع سياسية وأيديولوجية لا تخلو من طائفية وتمائز مذهبي