بهيئة الشايب وبعزيمة الشاب
أبو مهدي المهندس سطر أروع القصص
في تاريخ الشعوب والأمم، هناك شخصيات تُخلّد أسماؤها ليس لأنها حملت السلاح فحسب، بل لأنها حملت قضية بحجم وطن. ومن بين هذه الشخصيات التي أصبحت رمزًا للتضحية والإيثار، يأتي اسم الشهيد أبو مهدي المهندس، ذلك القائد الذي حمل هموم شعبه وأمته، ووقف في وجه أعتى التحديات.
الهيئة الهادئة والعزيمة الصلبة
كان أبو مهدي المهندس بشعره المشيب وملامحه الهادئة، يوحي لك لأول وهلة بأنه رجل يُفضل الابتعاد عن صخب المعارك والسياسة. لكن، تحت تلك الهيئة الوديعة كان يخفي قلبًا ينبض بعزيمة الشبان وإصرارهم. لم يكن يتحدث كثيرًا، لكنه حينما يتكلم كان صوته يحمل وضوح الحق وقوة الإيمان بالمبدأ.
عُرف أبو مهدي بأنه قائد يجمع بين الحكمة والشجاعة. لم يكن من أولئك الذين يرسلون الآخرين إلى ساحات القتال ويبقون في الخلف. كان في الصفوف الأمامية، يقود بقدوته قبل كلماته، ويرسم لرفاقه معالم النصر بروحه الفدائية.
معارك تكتب التاريخ
برز دوره الأبرز في مواجهة تنظيم داعش الإرهابي، حيث تحول إلى رمز للمقاومة. قاد العمليات العسكرية بروح الأب الذي يحمي أبناءه، ونجح في تنظيم صفوف الحشد الشعبي ليصبح قوة وطنية تسعى لتحرير الأرض وحماية الشعب. لم تكن تلك المهمة سهلة، لكنها كانت بالنسبة له رسالة حياة.
في كل معركة شارك فيها، كان أبو مهدي حاضراً بجسده وروحه، يخطط ويقاتل، يُلهم مقاتليه بالصبر والثبات. لم يكن هدفه فقط طرد العدو، بل بناء مجتمع أكثر تماسكاً ووحدة، يستمد قوته من تضحيات أبنائه.
الإرث الذي لا يموت
استشهاد أبو مهدي المهندس لم يكن نهاية لمسيرته، بل بداية لقصة خالدة في ضمير الأحرار. لقد ترك وراءه إرثًا من القيم والمبادئ التي تلهم الأجيال. فهو لم يكن مجرد قائد عسكري، بل كان نموذجًا للقائد الذي يفني حياته من أجل قضية عادلة.
كان أبو مهدي يمثل تلك الفئة النادرة من الرجال الذين يحملون هموم أوطانهم على أكتافهم، ويتقدمون الصفوف دون تردد. لقد جسد الشجاعة في أبهى صورها، وظل صامدًا حتى آخر لحظة من حياته، ليصبح رمزًا خالدًا للتضحية والإيثار.
الدرس الذي تعلمناه
قصة أبو مهدي المهندس ليست مجرد حكاية عن رجل استثنائي، بل هي دعوة للتأمل في معنى التضحية والعمل من أجل الصالح العام. إنها رسالة لكل من يؤمن بأن الوطن يستحق أن نبذل من أجله الغالي والنفيس.
بهيئة الشايب وبعزيمة الشبان، سطر أبو مهدي المهندس أروع القصص، تاركًا خلفه شعلة مضيئة تنير دروب الأجيال القادمة، لتتذكر دائمًا أن التضحية الحقيقية هي التي تُبنى بها الأوطان وتُصنع بها الأمجاد.
رحمك الله..
✍🏻 حسين الجابري