الشيعةُ والخيار الستراتيجي

 الشيعةُ والخيار الستراتيجي 

 يمكننا أن نناقش مطولا – دون وصولٍ إلى نتيجة – فيما لو لم ينهض الشيعة للمطالبة بحقوقهم المدنية والسياسية – في العراق ولبنان وإيران – وصولا للرقم الصعب الذي أصبحوا اليوم عليه في المنطقة والعالم

.. ولو انهم لم يعادوا مشاريع الغرب الثقافية والسياسية -كما يفعلون اليوم ..

.. ولو أنهم لم يتصدوا لمواجهة الغطرسة الصهيونية عوضا عن العالم الإسلامي المتنكّر لفضلهم ..

–  فهل كان ذلك سيعفي الشيعة من عداء الغرب والكيان وشركائهم التكفيريّين والحكومات الطائفية؟

– أم أن هؤلاء يملكون مخططا تدميرياً معاديا للشيعة لأسباب عقائدية من جهة، ولأن الشيعة لم يتعاونوا مع الطغاة والمحتلين عبر التأريخ ، لذا فهم يشكّلون عدوّا تقليديا للإستعمار والطغاة ؟

– اليوم لا جدوى من محاكمة ذلك الماضي، بل ينبغي النظرُ للمستقبل ورسم خيارنا الستراتيجي إنطلاقا من واقعنا :

1- هل يجدر بنا اليوم -إزاء ما نواجهه من تكالب الأعداء- أن نمارسَ المداراة السياسية لدرجة النفاق مع أعدائنا وقاتلي أبنائنا ورموزنا ؟ وهل سيجنبنا ذلك مزيدا من الخسائر؟

2- هل خيار مداراة الأمـريكان المحتلين هو الأسلم للعراقيين – حسب ما ترجّح بعض القيادات الدينية والسياسية وتعمل بموجبه وتبني مواقفها على أساسِه ؟

– هل سيتركوننا نحيا بكرامة وحرية ؟

– وهل سنأمن على عقائدنا وأعراضنا وممتلكاتنا وارضنا وثقافتنا لو رفعنا الراية البيضاء لهم؟

3- أم أن مقاومة الإحتلال سياسياً وثقافياً هي الخيار الذي ينبغي تكثيفه من الآن فصاعدا ؟

4- أم تصعيد المقاومة العسكرية هو الأنسب للمرحلة القادمة ؟

5- هل يحقّ لكلّ زعامةٍ أن تنفردَ بالطريق الذي يناسبها – بمعزل عن بقية الزعامات؟

– أم يجب عليهم توحيد المواقف والتعالي على الخلافاتِ رعايةً لمصالح الأمة؟

6- هل تمتلك بعضُ الزعامات حقًا إلهيّاً بإتخاذ موقفها السياسيّ وفرض قناعتِها على الأمة بمعزَل عن قناعات الآخرين وعن مشورتهم – مهما بلغوا من العلم ورجاحة العقل؟

7- مَن يعطي الحقّ لأي جهةٍ كي تنفردَ بتقرير مصير الملايين ؟

– ينبغي لهذه الأسئلة تُؤخذ على محملِ الجدِّ لأنها وثيقة الارتباط بمستقبل الشيعة -ليس في العراق وحده- مثلما ترتبط بالتكليف الشرعيّ للقيادات المتديّنة التي تحرص على رسم مواقفها وفق رؤيةٍ شرعية.

٢٦-١٢-٢٠٢٤

كتابات في الشأنين العراقي والشيعي