السياسة والمنبر الحسيني

9

السياسة والمنبر الحسيني

في هذا الموسم العاشورائي، أثير جدل واسع حول إدخال السياسة إلى المنبر الحسيني.

فبعضهم يرى أن إدخال السياسة أمر خطير، لما قد يترتب عليه من مشاكل، أو لأنه لا يثق بالوضع السياسي القائم.

بينما يرى آخرون أن السياسة جزء أصيل من المنبر، ولا يمكن فصلهما، لأن الحسين (عليه السلام) خرج في ثورة سياسية ودينية معًا.

لكن بين هذين الرأيين، هناك رأي ثالث ينبغي أن يُطرح:

1. التعميم مرفوض: لا يمكن القول إن السياسة ممنوعة كليًا من المنبر، ولا يجوز أيضًا فرض الخطاب السياسي على كل منبر. لأن هذا قد يؤدي إلى تحويل المنبر إلى وسيلة لتثقيف الناس على توجهات سياسية فردية، بينما المطلوب هو توعية الأمة بسياسة عامة تحفظ كرامتها ومصالحها.

2. مراعاة البيئة: من يتصدى للمنبر يجب أن يراعي المكان والظروف.

ففي بعض الدول، مثل دول الخليج، قد يؤدي الخطاب السياسي الصريح إلى مضايقات أو حتى تهديد لبقاء المنبر نفسه. وهنا يجب أن يُقدَّم الخطاب بحكمة وذكاء، حفاظًا على استمرار صوت الحسين (عليه السلام) في تلك الساحات.

3. الاستمرارية والذكاء في الطرح: حتى في الأماكن التي يُمنع فيها الكلام السياسي الصريح، لا ينبغي أن يغيب الوعي السياسي الحسيني.

بل يجب أن يُطرح بأسلوب ذكي، يُحفّز الناس على التفكير في واقع الأمة ومصيرها، دون أن يتسبب في منع أو تضييق على المنبر.

فالسياسة في جوهرها تعني الاهتمام بالشأن العام، وقضية الحسين كانت نداءً دائمًا لرفض الظلم والانحراف، وهذا لا يمكن أن يُغيب عن أي منبر مهما كانت الظروف.