الحسين مصداق الحق ومضامينه..
إنّ الصراع بين الحق والباطل مستمر مدى الحياة وتظهر آثاره و نتائجه في الحياة الدنيا وفي الآخرة ، ويوفى الإنسان السالك لأي منهما حسابه في دار القرار ، ومهما اشتد الباطل وكثر اصحابه، فنهايته محتومة، خزي في الدنيا وعذاب في الآخرة ذلك وعد غير مكذوب، أما الحق فإن وعرت سبله ، وقل سالكوه فإنه واضحٌ أبلج تحوم قلوب المؤمنين حوله ، وتسمو نفوسهم تجاه أنواره المشعة ، وإن عميت قلوب المبطلين قبل ابصارهم عن رؤيته وطلبه، ولعل من أعظم المعارك التي حدثت في تاريخ بني البشر، بين الحق والباطل تلك التي وقعت في أرض الغاضرية بين خير الورى الإمام الحسين بن علي بن ابي طالب “عليهما السلام” ، سليل النبوة ومعدن التنزيل، وبين معسكر الباطل ومأوى الشيطان يزيد وجيشه الكافر. فكانت واقعة الطف في كربلاء ودماء الرسالة التي أُريقت فيها، مصداقاً لانتصار الحق على مدى العصور والأزمان. إذن فإن زيارة الإمام الحسين “عليه السلام” ليست عملاً دنيوياً، بل إنّها عبادة روحية وعمل يُراد به التقرّب إلى الله تعالى، فلا بدّ أن تُوضع في إطارها الصحيح الذي رسمه أهل البيت “عليهم السلام” ، ولا تغدو مجرّد عمل تكريمي احتفالي يقوم به إنسان حيّ لتكريم إنسان ميّت، وعلى الزائر أن يجدّد صلته بالإسلام، ويُعاهد الله على التمسّك به، والحفاظ عليه، وتطبيقه في حياته.