الاختلافات الأيديولوجية لم تمنعنا من تحقيق الهدف المشترك

11

الاختلافات الأيديولوجية لم تمنعنا من تحقيق الهدف المشترك

“الاختلافات الأيديولوجية والمذهبية لم تكن أبدًا عائقًا أمام القادة والمقاومين في فلسطين، مثل الشهيد محمد الضيف، من تلقي الدعم من إيران، على الرغم من الاختلافات المذهبية بين الجانبين. بل على العكس، كان الهدف المشترك هو ما يجمع الطرفين: نصرة المظلومين، الدفاع عن الإسلام، ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي.

إيران، على الرغم من كونها دولة شيعية، قدمت دعمًا كبيرًا لحركة حماس (السُّنية) وللمقاومة الفلسطينية بشكل عام. هذا الدعم شمل الجوانب العسكرية، المالية، والسياسية، وساهم في تعزيز قدرات المقاومة في مواجهة العدوان الإسرائيلي. القادة الفلسطينيون، ومنهم محمد الضيف، لم ينظروا إلى هذا الدعم من خلال عدسة مذهبية، بل من خلال عدسة المصالح المشتركة والهدف الأسمى، وهو تحرير فلسطين.

هذا النموذج من التعاون بين سُنة وشيعة في فلسطين يُظهر أن الوحدة في الهدف يمكن أن تتجاوز كل الخلافات. ومع ذلك، نرى في دول أخرى مثل العراق ولبنان واليمن أن الخلافات المذهبية تُستخدم أحيانًا كأداة لتفريق الصفوف، مما يخدم في النهاية مشروع العدو ويُضعف الأمة.

الفلسطينيون أعطوا درسًا في كيفية توحيد الجهود رغم الاختلافات، حيث أن الدفاع عن المظلومين ونصرة القضايا العادلة يجب أن يكون فوق كل الاعتبارات المذهبية. الدعم الإيراني للسُّنة في فلسطين هو مثال حي على أن التعاون ممكن عندما يكون الهدف واحدًا، وهو تحرير الأرض والعرض من براثن الاحتلال.”