الإبراهيمية بديل أم امتداد للماسونية؟

8

الإبراهيمية: بديل أم امتداد للماسونية؟

في كتاب ((كتاب القوانين)) للمنظّر الأكبر للماسونية جيمس أندرسون (1723م)، يقول إن الماسونية هي ميراث الأنبياء، مثل موسى وسليمان، اللذين أقاما محافلها. ثم يسترسل في سرد التاريخ ويجير المفاهيم النبوية لصالح الماسونية، رغم أنها تؤمن بعبادة الشيطان وأفعاله. ومع ذلك، كان لا بد لها من الاستناد إلى هذه المفاهيم لاستقطاب جماهير اليهود، حيث كانوا المستهدفين في البداية.
الإبراهيمية تتبع النمط ذاته، إذ تربط “الشيطان السياسي” بقضايا الأنبياء، مستندة إلى مفهوم الوحدة الدينية عبر نبي الله إبراهيم، الذي تؤمن به جميع الديانات السماوية، أو يُعتبر أبًا للأنبياء والرسل.
الماسونية، بعد أن توغلت باسم الدين، انتهت إلى القول بأن الإله والشيطان في مرتبة واحدة، بقوة متكافئة، وأن الأعمال العبادية ترتفع إليهما معًا. وقد أثمرت الماسونية في تحقيق أفظع الجرائم كقرابين للشيطان، فبعد إقامة المحفل الماسوني في فرنسا، تبنت أمريكا الماسونية كنهج إيماني.
ولتذكير، خلال الحرب العالمية الثانية، ورغم سيطرة أمريكا شبه التامة على اليابان واقتراب الحرب من نهايتها، كان للماسونية رأي آخر، حيث رأت ضرورة جريمة طقسية كقربان للشيطان، فحدثت كارثة هيروشيما وناكازاكي.
أما الإبراهيمية، فترتكز على مفهوم “الشيطان السياسي” وفق خطوات الماسونية، إذ تبدأ بالمفاهيم الدينية، فإذا تميّعت الأديان داخل “الدين الإبراهيمي”، يصبح الحكم السياسي هو الضاغط الأول، وصانعة القرار باعتبار أن الدين هو المحرك الأساس للطوائف، مما يجعله خاضعًا للقوة السياسية المهيمنة.

محمد طارش الجابري
1/4/2025