استشهاد السيد حسن نصر الله من الحزن إلى العزيمة والثبات
استشهاد السيد حسن نصر الله من الحزن إلى العزيمة والثبات
في لحظة فارقة من تاريخ المنطقة، جاء استشهاد السيد حسن نصر الله كصدمة هزت القلوب وأيقظت العقول. لم يكن مجرد قائد، بل كان رمزًا للمقاومة، عقلًا مدبرًا وإرادة صلبة تحدت أعتى القوى. برحيله، لم يكن الحزن مجرد شعور، بل كان وقودًا لصناعة مرحلة جديدة، مرحلة عنوانها الثبات والقوة والمضي قدمًا نحو تحقيق الأهداف التي عاش وناضل من أجلها.
ما بعد الاستشهاد، لم تكن الساحة كما كانت من قبل. صحيح أن الفقد كان عظيمًا، لكن الشعوب المقاومة لا تنهار بفقدان قائد، بل تتحول دماؤه إلى نار تشتعل في قلوب المجاهدين، تدفعهم لمواصلة الطريق بثبات أقوى وعزم أشد. فالرجل الذي أفنى عمره في مواجهة الأعداء لم يترك خلفه فراغًا، بل زرع فكرًا ومشروعًا يحمل لواءه آلاف المؤمنين بقضيتهم، المستعدين للتضحية من أجلها.
اليوم، وبعد هذه اللحظة المفصلية، لم ينكسر محور المقاومة، بل ازداد تصميمًا على المواجهة. من كان يراهن على التراجع أو الانهيار، وجد أمامه صفوفًا متراصة، وعزيمة لا تلين، وإصرارًا على المضي قدمًا في النهج ذاته. استشهاد القادة لا يعني نهاية الطريق، بل بداية مرحلة جديدة يكون عنوانها الوفاء لمسيرتهم واستكمال مشروعهم.
لقد تحولت مشاعر الحزن إلى زخم ثوري، وتبدد الضعف ليحل محله إيمان عميق بأن الدماء التي سالت لن تذهب هدرًا، بل ستكون منارةً تُرشد الأجيال القادمة نحو الحرية والنصر.
جمال نصر الله