ازدواجية في المعايير
ازدواجية في المعايير ..
يتفق جيفارا معي في الفكرة، لكنني لا أعدّه قدوة،
بينما يتخذه كثيرون قدوةً، مع أنه لا يشاركهم الفكرة ولا النهج
يرون وضع صورته على القمصان أمرًا يدعو للفخر،
لكنهم يعدّون ذكر قاسم سليماني استفزازًا.
يقولون: “إنه إيراني، لا شأن له بالعراق!”
ولكن، ألم يكن جيفارا أرجنتينيًّا؟
ألم يُقاتل في كوبا؟ ثم انتقل إلى الكونغو، ثم إلى بوليفيا،
سعيًا لنشر فكرة الاشتراكية التي آمن بها؟
فلماذا يُفسَحُ للفكر الاشتراكي مكانٌ في العقول،
ويُضيَّقُ على فكر ولاية الفقيه، وكأنّه دخيل؟
إنه لأمرٌ عجيب!
لقد قَبِلوا تاريخًا مليئًا بالكفر والإلحاد،
ورفضوا واقعًا يفيض بالتديّن والأخلاق.
أما الأمان الذي يمنحه ارتداء قميص يحمل صورة جيفارا،
فهو أمانٌ من التنمّر، ومن الأسئلة الاستفزازية.
وأما ارتداء قميص يحتوي على صورة قاسم سليماني،
فهو كفيل بأن يُعرّض صاحبه لوابلٍ من الاتهامات:
“تابع”، “ذيل”، “عديم الوطنية”.
فمن المسؤول عن هذا الانحراف في التفكير؟
نحن، أصحاب الشعار الإسلامي المقاوم، نتحمّل المسؤولية.
مسؤوليتنا أن نُبلّغ الرسالة، أن نُوضّح للناس،
أن نُزيل الشبهات، ونُعيد تعريف الرموز والقيم.