فيلقُ البصيرة

0 528

فيلقُ البصيرة..

لعلها واحدةٌ من أندرِ المفارقات عبرَ تاريخ الحروب ان يندفعَ عشراتُ الآلاف من جيشِ أحد طرفي الحرب للالتحاقِ بجيش الطرفِ الآخر بعد أن وقعوا أو أوقعوا انفسَهم في الأسر..

من هنا ابتدأت قصةُ تعاظم قوةٍ كبيرة ابتدأت بفوجٍ من المهاجرين والمهجّرين لتصبحَ في وقتٍ قصير نسبياً بمستوى فيلقٍ بفعلِ الآلافِ من المقاتلين الأحرار الذين قرروا الالتحاقَ طواعيةً في تشكيلاتِ (بدر) استجابةً لمبادرةٍ قادها السيدُ الشهيد محمد باقر الحكيم، وباركها الإمامُ الخميني من منطلقِ معرفةِ الشهيد الحكيم بحقيقةِ شعورِ هؤلاء المقاتلين المُرغَمين على خوضٍ معركةٍ لايؤمنون بحيثياتِها ويُدركون مدى لامشروعيتِها، خصوصاً وان المجرمَ صدام لم يخفِ حساباتِه الطائفية التي أضفاها على حربِه تلك، مقترنةً مع إقدامِه على جريمةٍ بشعة بإعدامِه للسيد الشهيد محمد باقر الصدر وشقيقتِه وحملاته المسعورة التي طالت الآلافَ من الشبابِ الشيعي ولأسبابٍ واهية ومبرراتٍ مُختلَقة.

أبناءُ بدر دافعوا ببسالة عن الثورةِ الإسلامية وخاضوا من أجل ذلك معاركَ ضارية،  لعل أشّدَها بأساً معركةُ (مرصاد) على تخومِ كرمنشاه والتي استطاعوا خلالها إيقافَ تقدمِ قوات منافقي خلق المجهزة بأحدثِ الأسلحة والمعدات الأمريكية والفرنسية والمدعومة لوجستياً وعملياتياً من قبل صدام، وقد أحالوا أحلامَ منافقي خلق وداعميهم الى سراب، بعد ان كانوا يُمَنّون أنفسَهم بإقتطاعِ جزءٍ كبير من الأراضي الايرانية لتكونَ نواةً لدولتهم وعاصمتها كرمنشاه. 

رجالُ بدر وبفعلِ الإرث الجهادي المتراكم كانت لهم الكلمةُ العليا، وكانوا في الموعد كرأسِ رمحٍ في مواجهةِ داعش الإرهابي، وكانوا في طليعةِ المتصدين لهذا التنظيم الإرهابي، وفي مقدمةِ صانعي الإنتصار النهائي عليه. مثلما كانوا ومازالوا رافدين للعراقِ الجديد بالعطاءِ السياسي المتسم بالعقلانيةِ والحرص والشعور العالي بالمسؤولية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.