الإرهاب قادم

0 2٬063

الإرهاب قادم….

عوامل أساسية حفزت محاولات إحياء تنظيم “د1عش” الإرهابي، أهمها الخلافات التي سادت العملية السياسية خلال الفترة السابقة خصوصا بعد خلو منصب رئيس البرلمان حيث وفر أجواء مناسبة لإحياء ونمو خلايا الإرهاب والتي مصدرها محيط مخيم الهول شمال سوريا الذي يأوي عشرات الآلاف من المتطرفين وعوائلهم، وهو القلب النابض لـ “د1عش” الإرهابي، و أشرنا مرات عدة بأن الإرهابيون ينتشرون عشوائيا في المنطقة التي ذكرناها وبالإمكان إعادة تنظيم أنفسهم في المحافظة القريبة وهذا ما يحصل حاليا، وخلال السنوات التسع الأخيرة أصبحت منطقة الهول السورية من المناطق الرخوة أمنيا التي تمتاز بسرعة إنتشار الأفكار المتطرفة سواء على يد “د1عش” أو التنظيمات المتطرفة الأخرى.

المعلومات المتوفرة بأن “د1عش” يحشد قرب منفذ البوكمال الحدودي وعلى مرأى ومسمع  من قوات التحالف الدولي للقيام بهجوم كبير والدخول الى عمق الأراضي العراقية تحت مسمى “صولة رمضان”.

الهول ومحيطه أصبح نقطة تجمّع وتجمهر للمتطرفين الذين تم أسرهم خلال المعارك مع التنظيم، وهم من العراق وسوريا وحوالي ستين دولة أخرى، أشرنا سابقا بأن هذا  المخيم أصبح معقلاً رئيساً للتنظيم بسبب العدد الهائل لأنصاره القاطنين فيه وهم من مختلف الجنسيات، فبعد خمس سنوات على سقوط ما يسمى الخلافة نعتقد بأن الخطر الكبير ما زال يداهم العراق والمنطقة وبدأت فعلا بوادر وتحركات عناصر التنظيم تنشط في الأنبار تحديدا التي ستكون عاصمة الخلافة إذا لم يتم إيجاد حلول جذرية لإقتلاع جذور التنظيم ومن يدعمه ويسانده من بعض سماسرة صفقات الفساد في هذه المحافظة.

اعتراف التحالف الدولي ضد “د1عش” بأن الأخير لا يزال سالماً ونشطا مؤشرا خطيرا يعزز مخاوفنا من عودة هذا التنظيم من بوابة الأنبار وما زال قادة التنظيم ملتزمون بإعادة بناء “خلافتهم” الإقليمية وكما حذرنا سابقا بأن القتال سيكون على أسوار بغداد قبل عام من حصول النكبة.

الهجوم الأخير الذي استهدف قاعة للحفلات في موسكو والذي تبناه “د1عش” تشير التحقيقات بأن إنطلاق المنفذين كان من تركيا التي سارعت بالتنديد وإستنكار الحادث الذي أسفر عن مقتل وجرح المئات من الأشخاص، وهو رسالة خطيرة لها صلة بما يحصل على الحدود العراقية السورية.

   باقر جبر الزبيدي

    24 آذار 2024

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.