معلقة الكاتب علي وجيه بحق سيد المقاومة
معلقة الكاتب علي وجيه بحق سيد المقاومة .
حبيبنا أبا هادي، يُقال، إنّ هذه الصورة لأبيكَ، وهو يقبّلُ جثمانك.
يا له من محظوظ! أعني أباكَ الكريم، أنجبكَ من صلبهِ، يا أكبرَ العرب، ويا درّة تاج حرف الضاد، ثمّ رآك وأنتَ تستقيمُ جداراً ضدّ اللقطاء، ثمّ كان محظوظاً أن يقبّلكَ في نحرك.
لا يقبّلنا من نحرِنا إلاّ مَن يحبّنا كما يجب، ومَن نحبّه كما يجب.
يا صاحبَ الكفن الأغرب، بكل حجمه العملاق الذي يشبه طبعةً بيروتيّة أنيقة من “بحار الأنوار”، بكل السروّ الذي فيه، بـ”الململ” الذي تحتجبُ وراءه الجميلاتُ خوفَ قرصات البعوض، إنّ قبلةً على نحركَ، لهي ألذّ من عيون الحبيب، ومن أصابع أطفالنا، رضّعاً، تلتفُ على سبّاباتنا.
إن كان هذا الجثمانُ لكَ أو لا، أخبركَ قد تعدّى اليوم الأربعون، وما زلنا حزانى، رغم أن أبناءكَ من الجيل الثالث أوقفوا أبناء القبّة عن أي توغّل..
لكنكَ رحلتَ لسببٍ واحد: كي نعرفَ كم نحبّكَ.
حاء، سين، نون.
والذي نفسي بيده هي لأقدسُ من كلّ قصار الصور، أستطيعُ تخيّل حياتي بلا كهيعص، لكنني لن أتخيّل جبهتي العالية، ورفضي، وعلويّتي، دون حاء، ياء، سين.
أبناؤكَ، أيها الألثغُ اللذيذ، يتمّون المسير وراءك كما يجب، ونحنُ نحملُ لاءكَ الرافضة، كما يحملُ مهاجرٌ غريبٌ صورة واحدة لحبيبته.
أبا هادي، نَم بسلام، ما دامَ ثمّة طفل، في بيته صورة لعليّ الكبير مع الأسد، لن يهنأ اسراويليّ بنومٍ هانئ.
نَم هانئاً، أيها اللمعةَ الفضيّة بخوذة العبّاس، نَم هانئاً يا كلّ بحار الأنوار. نَم يا ألذ مفردات “دعاء الصباح”، نَم هادئاً يا كتاب “الجفر” الذي لم يقرؤه أحد.
نم هادئاً، أبانا الذي في الضاحية.