مسرحية الانزالات والاستهانة بمشاعر المسلمين في غزة

0 342

أعلن الاحتلال اليوم الأربعاء (28 شباط\ فبراير2024) اختتام ما وصفه “بالعملية الإنسانية المشتركة” لمسرحية الإنزال الجوي التي نفذتها الدول العربية (الأردن، ومصر، والإمارات) بالشراكة مع فرنسا والولايات المتحدة، وتضمنت إسقاط 160 رزمة فقط من فتات المعونات، لأكثر من مليون ونصف نازح في وسط جنوب قطاع غزة، واستثنت مئات الآلاف من المحاصرين الجوعى في شماله.

استعرضت القوات العربية المسلحة قدراتها – غير العسكرية بالطبع- فوق سماء قطاع غزة المحاصر، في يومي 26 و27 شباط\ فبراير 2024. والحمدلله! تبين أن لديها القدرة على إنزال عدد من كراتين التمور، ووجبات فردية، وصل الناس بعضها، والبعض الآخر التقطته أسماك البحر.

لقد قدّمت هذه المسرحية خدمة لنجومها وللاحتلال الإسرائيلي أكثر مما فعلت مع أهالي القطاع. من جهة؛ أراحت دول “لا سمح الله” -كما أسماها الملثّم- “ضميرها” أمام الغاضبين من شعوبها لصمتها وتواطئها. ومن جهة أخرى؛ رفعت عن الاحتلال شيئاً من الحرج الدولي، خاصة بعد قضية الإبادة الجماعية التي رفعتها جنوب إفريقيا في محكمة العدل الدولية، ومنحته فرصة الظهور بمظهر المُسهّل الميسّر للإغاثة الإنسانية.

وهي أيضاً شرعنت حصار الناس وتجويعهم وثبتته، إذ التزمت بالسياسة التي يتحرك الاحتلال وفقها، وأهمها عدم إدخال المساعدات إلى الشمال حيث يقضي الأطفال جوعاً واحداً تلو الآخر عقاباً لذويهم على صمودهم في وجه مخطط التهجير الإسرائيلي، وقبلت ببقاء معبر رفح مغلقاً، بدل أن تنفذ المطلب الأبرز للناس بفتحه والسماح بدخول أكثر من ألفي شاحنة من المساعدات المتكدسة.

والأنكى أن مسرحية الإنزالات الجوية جرّدت ملف إغاثة الناس في القطاع من أي بعدٍ سياسيّ حين ألقت عليهم من الجو بشكل مُهين (وهم الأكرم منّا جميعاً) فتاتاً من الأكل كأنهم جوعى كارثة طبيعيّة، لا ضحايا إبادة إسرائيلية ودولية ممنهجة تستهدفهم منذ نحو 5 أشهر.

انتهت المسرحية وأسدل الستار، وبقينا مع الأسئلة الصعبة: ما فائدة الطلعات الجوية إن لم تُذهب الجوع عن معدة طفلٍ محاصر؟ كيف يُغاث القطاع دون وقف الحرب وفك الحصار المفروض على أهله؟ وكيف نحتفي بفُتاتٍ يُرمى على الناس دون أن تتوقف الإبادة؟

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.