مرتزقةُ السفارات قناعُ الخيانةِ المكشوف
مرتزقةُ السفارات قناعُ الخيانةِ المكشوف
في زمنِ التحولات السياسية والصراعات الإقليمية، يظهرُ نوعٌ جديد من المرتزقة، الذين يتخفون خلف أقنعة الدبلوماسية والإعلام، ونسميهم “مرتزقة السفارات”.
هؤلاء ليسوا مجردَ أدوات تُستخدم للتأثير على الرأي العام، بل هم أشخاصٌ باعوا مبادئهم وكرامتهم من أجل تحقيق مصالح القوى الأجنبية، وخاصة الكيان الصهيونيّ.
يراهنُ مرتزقةُ السفارات على فكرة أنهم أذكياء بما يكفي لتجنبِ الدفاع المباشر عن العدو، فيسعون إلى التملص من مواجهةِ التهم بالخيانة عبر تبني مواقفَ، ظاهرها محايد، لكنهم في الواقع يؤدون دوراً خبيثاً حيث يتحولون إلى مهاجمة أبطال المقاومةِ والأصوات الحرة التي تقف ضد المحتل، في محاولة يائسة لتشويه صورتهم وتقويض شرعيتهم، من خلال هذه الإستراتيجية الملتوية، يعتقدون أنهم يحافظون على صورة “الوطني المحايد ”، بينما هم في الحقيقة يخدمون مصالح العدو الصهيوني بشكل غير مباشر.
يكمن خطأهم القاتل في ظنهم أن الجمهور
لا يستطيع تمييزَ خيوط اللعبة، ولكن ما لا يدركونه أن هجومهم على المقاومة يكشف انتماءهم الحقيقي وأهدافهم الخفية.
يؤدي الإعلاميون المرتزقة دوراً أساسياً في هذه اللعبة القذرة، فبدلاً من الدفاع العلني عن الكيان الصهيوني، تجدهم يهاجمون كل من يقاوم الاحتلال، ويقللون من أهمية الانتصارات التي تحققها المقاومة، هؤلاء الإعلاميون لا يعبرون عن آرائهم الشخصية، بل ينفذون أجندات مرسومة من غرف السفارات حيث تُعقد الصفقات ويُحدد ثمن الصوت والكلمة.
إنّ التحريضَ على المقاومة وتشويه نضالها، يتناغم مع أهداف العدو التي تتمثل في نزع الشرعية عنها، وتقديمها للعالم على أنها قوة فوضوية وغير عقلانية. في هذا السياق، يصبح الإعلامي المرتزق جندياً في حرب ناعمة تستهدف قلب المعادلة وتضليل الشعوب.
القناع لا يصمد طويلاً،مهما حاول هؤلاء المرتزقة أن يختبئوا خلف الأقنعة، فإنّ الحقيقة لا تلبث أن تظهر، فمواقفهم المتكررة ضد المقاومة وحملاتهم الدعائية الممنهجة، تكشف ولاءهم لمن يدفع أكثر. ورغم محاولاتهم لتبرير هذه الهجمات بحجج الوطنية أو المصلحة العامة ، يُدرك الجميعَ أنّ الدفاع عن العدو أو الهجوم على المقاومة ليس إلا خيانةً صريحةً للوطن والقضية.
في النهاية، يجب أن ندرك أن معركة الوعي، هي جزء لا يتجزأ من معركة التحرير، فالمرتزقة الذين يهاجمون المقاومة، تحت أي ذريعة إنما يكشفون عن خيانة موصوفة لأوطانهم ولمبادئ العدالة والحرية، والمجتمعات التي تعي هذه الحقائق لن تنخدع بالمظاهر، وستظل مواقفها ثابتة إلى جانب المقاومة التي تُمثل الحق في وجه الظلم والطغيان.
هؤلاء المرتزقة قد يظنون أن أموال السفارات ودعمها سيحميهم طويلاً، لكنّ التاريخ أثبت أنّ الخونة لا مكان لهم بين الأحرار، وأنّ الأقنعة الزائفة تسقطُ في النهاية تاركةً أصحابها في مواجهة الحقيقة المؤلمة.
الخيانةُ لا تُغتفر وكرامةُ الوطن لا تُباع.
آزاد محسن
بغداد ١٥-١٠-٢٠٢٤