لقاء فالح الفياض ب”علي حاتم السليمان” يشعل الرأي العام

0 246

أثارت زيارة رئيس هيئة الحشد الشعبي فالح الفياض إلى محافظة الانبار ولقاؤه علي حاتم السليمان المعروف بعدائهللحشد والحكومة جدلا واسعا داخل الأوساط الشعبية والسياسية العراقية، وانتقادات بلهجة شديدة

زيارة الفياض إلى محافظة الأنبار كانت يوم أمس الجمعة 1 مارس/ آذار 2024، وجاءت للاطلاع على أحوال المقاتلينتخللها لقاء قائد عمليات الانبار للحشد سعد دواي وأعقبها زيارة إلى شيوخ العشائر وهنا بدأت الحكاية حيث ظهرالفياض وهو يصافح السليمان ما تسبب بجدل واسع كون الأخير معروف بعدائه وتهديداته السابقة للحشد والقواتالأمنية.

بعد موجة الضغط الكبير والجدل والانتقادات

انتشر بيان على مواقع التواصل الاجتماعي ليوضح تفاصيل اللقاء ويفنّد وجود أي مخطط للقاء الفياض بالسليمان

*توضيح من مكتب الفياض

وجاء في بيان قيل إنه صادر من المكتب الإعلامي لرئيس هيئة الحشد الشعبي فالح الفياض ما نصّه، تداولت بعضالصفحات والقنوات الصفراء في مواقع التواصل الاجتماعي خبراً مزوراً عن زيارة رئيس هيئة الحشد الشعبي فالحالفياض الى علي حاتم سليمان بمنزله في الانبار، وفي الحقيقة نريد أن ننوه بأن زيارة الفياض إلى محافظة الأنباركانت بتوجيه مباشر من قبل دولة رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة محمد شياع السوداني ممثلاً عن الحكومةالاتحادية من أجل بحث ومتابعة آخر المستجدات الأمنية في المناطق المحررة حفاظاً على وحدة العراق من المشاريعالداعية الى تمزيق وحدته والتي تُحاك من قبل بعض أعدائه من الداخل خفاءً”

وأضاف البيان أن “بعض الجهات تحاول الإعلان عما يسمى بالإقليم السني هناك، وقد التقى الفياض خلال زيارتهبوجهاء وشيوخ عشائر محافظة الأنبار وهذا اللقاء يقع ضمن اللقاءات الطبيعية لتحقيق الانسجام والتعاون لوجهاءهذه المناطق مع الحكومة هناك”.

وعن لقائه بالسليمان ذكر مكتب الفياض، أن “الأخير زار منزل الشيخ رعد سليمان وكان موجوداً أثناء الاستقبال المدعوعلي حاتم سليمان أحد وجهاء عشيرته ولم يكن مخطط لوجوده أثناء اللقاء، مع العلم كنا وما زلنا مع القضاء العراقيالعادل فإذا كان هنالك من يدَّعي أن أحدهم متهم بالإرهاب فليقدم دليل على ذلك”.

*نفي لبيان مكتب الفياض

وعقب البيان التوضيحي للمكتب الإعلامي للفياض، أكدت منصات مقربة من إعلام الحشد أنه مزور، وأن مكتب الفياضلم يصدر أي بيان يوضح فيه ملابسات اللقاء لغاية الآن.

واستبعدت تلك المنصات، وجود مخطط للفياض للقاء السليمان، لكن متابعين للمشهد خالفوا رأيها، ورأوا أن الفياضتعمد لقاء السليمان.

يذكر أن الفياض شغل بعض المناصب الحساسة، فقد عيّنه المالكي رئيسا لهيئة الحشد الشعبي (2018-2014ومستشارا للأمن الوطني، ووزيرا لوزارة الأمن الوطني.

ردود فعل نيابية

النائب عن كتلة الصادقون أحمد الموسوي، عبَّر عن غضبه في تغريدة تابعتها شبكة “انفوبلس”، تساءل من خلالها عنكيفية إقناع أبناء الشهداء وأمهاتهم.

الموسوي قال في تغريدته، “من صفاته الغدر والطائفية والبذاءة والقُبح والتحريض على القوات الامنية وخصوصاًالحشد كان من رؤوس الفتنة وعناوينها البارزة انقلب على مَن دعمه وأحسن إليه سابقاً ونتيجة هذه الفتنة آلاف الشهداءوآلاف الجرحى وجيوش من الأيتام والأرامل وأمهات ثكلى كيف تتجاهل كل ذلك وتذهب إليه وتصافحه وما هي المصلحةفي ذلك.. هل تقنع أعذاركم أماً فقدت ابنها الوحيد؟ وهل يقبل ذلك أبناء الشهداء! إذا كنتم تعتقدون بأن السياسة ليسفيها صديق وعدو دائم فلا يحق لكم التحدث باسم الحشد ورجاله وتضحياته فالدماء لا تسقط بالتقادم وغير قابلةللمجاملة والكسب الشخصي”.

f2df0f4c-8843-46ba-bf17-aa693e5e9e36.jpg


كما طالب النائب على تركي الجمالي، بطرد زيارة رئيس هيئة الحشد الشعبي فالح الفياض/ فيما قال إن دماء الشهداءلها شأن وقدر عند الله وتأبى أن يمثلها من يعتاش عليها ويرحب بمن انتهكها.

الجمالي ذكر في تغريدة، “الجدلية القانونية والإنسانية المسكوت عنها لذلك نقول قانوناً هو موظف تجاوز السنالقانوني وهي مخالفة على رئيس الوزراء إنهاؤها وهو موظف سخّر كل إمكانيات هيئة الحشد من خلال التعييناتالأخيرة لكسب أصوات الجمهور وهذه مخالفة يجب أن يُحال عليها للنزاهة وخصوصا آخر القوائم بعدد ألف وأربعمائةاسم ولا تنتهي بهذه والانسانية. أكبر الجرائم ارتكبت بيد وتحريض من تحتضنون ومن ترجعونهم اليوم وتلتقون بهمبعد أن تناسيتم وبتعمد الآلاف من الشهداء والجرحى من أبناء الاجهزة الامنية والحشد الشعبي الذي أصبحتوبالصدفة أنت رئيس هيئتهم المجاهدة وأصبحت موارد هذه الهيئة إرث لك ولمن يتملقك. أخیرا إن دماء الشهداء لها شأنوقدر عند الله وتأبى أن يمثلها من يعتاش عليها ويرحب بمن انتهكها”.

91440b6a-1087-4e7c-866c-ffea5c664acc.jpg

كما تم رصد أبرز ردود الفعل عبر مواقع التواصل الاجتماعي وكذلك الأسئلة التي طُرحت، حيث تطرق بعض المدونين إلىاللقاء أنه مُعَد له مسبقاً، فيما رأى آخرون أن رئيس هيئة الحشد الشعبي “تورط” كونه لم يكن يعلم بوجود السليمان فيالمضيف

وعن تناقضات السليمان، اقتبس المدون سعد العبودي تصريحا سابقا له جاء نصه، “الداعم السابق للإرهاب والطائفيةعلي الحاتم: الحشد الشعبي جاي ينمردون بمناطقنا ويسحبون جثثهم بالعشرات بالمئات”، ثم علّق العبودي بالقول،“علي الحاتم يستقبل رئيس هيئة الحشد الشعبي فالح الفياض في مضيفه بمدينة الرمادي!

9ad6c7c8-3748-4f3d-ab10-a52ca56cc1dd.png

كما قال المدون أبو علي الديراني، “بعيدا عن الاتهام والتخوين.. نريد تفسيرا لهذا اللقاء الذي جمع رئيس الحشدالشعبي فالح الفياض “والشيخ !! علي حاتم السليمان العدو اللدود للحشد الشعبي والجيش العراقي، وتاريخهالداعشي المعروف”.

وتساءل، “كيف تم هذا اللقاء الذي أثار موجة من الانتقادات الحادة داخل الشارع العراقي، وفتح بابا للتخوين والتشفيوما الفائدة منه؟، هل هو تنازل من قبل هيئة الحشد من اجل إزالة التوتر الطائفي والمذهبي في العراق؟ أم أن السليمان تنازل عن فكره التكفيري الداعشي؟”.

ad3a92a1-a138-49e9-8cfb-85244b2690d7.png

ثم تساءل مدون آخر، “هل اللقاء من أجل توحيد الصف حول الموقف العراقي لإزالة الاحتلال العسكري الامريكي عنالعراق؟ ام تثبيت هذا الاحتلال؟”، ثم أعقب تساؤله بتساؤل آخر، “هل اللقاء تم بمباركة الادارة الامريكية ام خلافالتوجهاتها واهدافها؟”.

وطرح مراقبون أسئلة كثيرة حيال هذا اللقاء الذين وصفوه بـ”الصادم” للكثير من المراقبين وأنه بحاجة الى توضيح كاملللرأي العام”.

*نُقاد: لا يمكن لمن يمثل هيئة عسكرية لقاء هكذا شخصيات

من جانب آخر، رأى بعض النقّاد، أن لقاء الفياض بالسليمان لم يكن موفقا، وأنه كان على رئيس الهيئة الخروج منالمضيف لحظة رؤيته السليمان أو على الأقل عدم مصافحته، وفق بعض الآراء.

وقال الناقد لارسون، “انت تمثل هيئة عسكرية تابعة لرئاسة الوزراء قدم افرادها شهداء وجرحى وسطّر ابطالها أروعالانتصارات على الارهاب السني المتطرف في العراق وركزوا دعائم الدولة العراقية.. مصافحتك للإرهابي الذي قتل وذبحوفجر اتباعه ضحايانا وشهداءنا الشيعة المغدورين هو إهانة لهم وخنجر مغروز في خاصرتهم”. وتابع، “من تصافحصافح وانت تمثل رئيس كتلة سياسية او نائب او وزير.. فالسياسة حقيرة وبإمكانك ان تفعل ما تشاء”

f5f19527-7fb0-4a3c-8c61-b7a7b679abc3.png

من جانبه، رأى المدون حسين فلسطين، أن زيارة الفياض للأنبار ولقاءه السليمان، تأتي لسبب رئيس وهو الحصول علىمقاعد انتخابية في منطقة تعتبر رخوة أمنيا، وفق قوله.

وبرز اسم أمير قبائل الدليم علي حاتم السليمان في احتجاجات المحافظات السنية في العراق والتي استمرت منذ عام2013 حتى اجتياح تنظيم “داعش” لتلك المحافظات عام 2014، كما كان سليمان يهدد سكان العاصمة بغداد بقوةالسلاح وبتحالف مع تنظيم “داعش” الإرهابي، أيام صعوده المنصة المشؤومة بمحافظة الأنبار والتي أنتجت خسارةعشرات الآلاف من الضحايا ومئات الكوارث المادية والاقتصادية والأمنية

وبينما كان السليمان، يرسل تهديداته ويحشد ضد الدولة وسكان المناطق الآمنة في المحافظات الاخرى، كانت رايات“داعش” ترفرف أمامه دون أن يكون له أي موقف.

*السليمان إرهابي 

وفي وثيقة تظهر صدور أمر قبض من رئاسة محكمة استئناف الأنبار الاتحادية بحق “المتهم علي حاتم سليمانالعسافي”، وعدد آخر من المتهمين وفق المادة 4/ إرهاب.

وبحسب الوثيقة، فقد صدر أمر القبض بحقه في العام 2017، نتيجة التحقيقات المستمرة التي أجرتها الأجهزة الامنية،مع القيادات الارهابية حول الشبكات الاجرامية وقياداتها التي ساهمت بدخول التنظيم الارهابي إلى الموصل فيالسادس من حزيران عام 2014 وارتكابهم المجازر تلو المجازر من سنجار حتى تخوم العاصمة بغداد

8b97da5d-9e6e-451c-a0cf-775bc22afd05.jpg


ومنذ أن دخل التنظيم الارهابي وسيطر على ثلثي مساحة العراق، لم يظهر للسليمان أي موقف أو تحشيد لصد خطرالارهاب، بل إنه وقف موقف الداعم لسقوط بغداد، ليتحقق بذلك ما كان يصرخ به يومياً في “منصات الأنبار”، التي غذّتالتطرف والارهاب عند آلاف الشباب ممن راحوا ضحية مشروع علي السليمان.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.