كلمة الامين العام لمنظمة بدر الحاج هادي العامري بمرور عام لمعركة طوفان الاقصى

0 18

بسم الله الرحمن الرحيم 

  “وَمَا جَعَلَهُ اللّهُ إِلاَّ بُشْرَى لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُم بِهِ وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيم”..

 صدق الله العليّ العظيم 

عام مرّ على انطلاق الوثبة الشجاعة لفتيان الاقصى ، الذين راهنوا على عدالة القضية وتوكلوا على الله سبحانه في اشرس واطول مواجهة شاملة مع العدو الصهيوني منذ قيام كيانه اللقيط.

ليفرضوا معادلات صراع جديدة، وليعيدوا ترتيب اوراق القضية، ويثبتوا للعالم اجمع ان اصحاب الحق لا يتراجعون ولا يهادنون ولا يركعون رغم تعاقب الازمنة وتوالي النكبات وصفحات التآمر .

عام مرّ على انطلاقة ملحمة طوفان الاقصى الذي حوّله الكيان المجرم الى طوفان دم وتدمير وخراب طال كلّ ما على الارض من بشر وشجر وحجر، في ظل صمت دولي وعربي مريب، وتواطؤ ودعم وتسليح وامداد امريكي وغربي على الملأ. 

وليكرر الكيان البغيض سيناريو جنونه الوحشي في لبنان،  في اثباتٍ لنهج الدموية والغطرسة والاستهتار بكل الاعراف والقرارات الدولية،  وآخرها قرارات المحكمة الدولية والامم المتحدة وغيرهما. 

وعلى الرغم من كل الجرائم الأكثر دمويةً عبر التاريخ، فإن المجاهدين في ساحات الممانعة والجهاد والصبر، لم يدخروا جهداً ولا دماً في مقارعة الكيان الغاصب وآلة عدوانه، موقعين اشد الخسائر بفلول المعتدين.

لقد قدم محور المقاومة في معركة طوفان الاقصى قافلةً عطرة من الشهداء الذين ارتقوا الى عليين  وهم يذودون عن قضية المسلمين الأولى، فلسطين السليبة، ومسجدها الأقصى المستباح، وشعبها الأبي الباسل المحاصر في ارض الكبرياء والشمم، ودفاعا عن لبنان الحبيبة، وكان في مقدمة ركب الشهداء، سيد المقاومة ودرة الجهاد، السيد حسن نصر الله  والحاج اسماعيل هنية، والشهيدان العظيمان الحاج قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس، وبقية رجالات المقاومة وقاماتها السامقة، (رضوان الله عليهم أجمعين)، ممن إرتقوا شهداء على طريق القدس، مشاعلَ تنير دروب المقاومين وتشد على عضدهم وتلهمهم آيات الثبات، وعناوين الوثوق بالله سبحانه وتعالى.

اليوم اذ يسطر الابطال في الجنوب اللبناني اروع آيات الصمود والانتصار رغم العدوان الصهيوني المستمر على ضاحية بيروت الصامدة بأعتى أسلحة الفتك الامريكية، فأن كل الشرفاء في العالم يقفون تأييداً ونصرةً للبنان وغزة، وبالأخص الجمهورية الاسلامية وعلى رأسها ولي أمر المسلمين آية الله العظمى السيد علي الخامنئي (دام ظله الوارف)، مثلما حظي جهاد الشعبين الفلسطيني واللبناني بإهتمام متزايد من لدن المرجعية الدينية العليا ممثلةً بآية الله العظمى السيد السيستاني (دام ظله الوارف)، عبر توجيهاته وتأكيداته المستمرة على وجوب مناصرة الشعبين ودعم جهادهما، على طريق إزالة الكيان الغاصب، وإعادة الحق لأهله.

كما نعرب عن بالغ الإجلال والإكبار للأداء البطولي المبدئي والراسخ، الذي تبديه المقاومة الإسلامية الباسلة في كل من اليمن الأبي، والعراق الوفي، مساندةً ودعماً لإخوانهم المرابطين في جبهات الشرف والعِزة في غزة الصمود، والجنوب اللبناني المتحدي، والضفة الغربية الرافضة للخضوع والإستكانة. 

وفي هذه المناسبة العزيزة على قلوب الشرفاء، نجدد تأييدنا التام لهذه الملحمة البطولية الاسطورية التي أقضّت مضاجع المحتلين المعتدين، كما ندعو لبذل كل ما يلزم إعلاءً لراية الحق، ونصرةً لأهلنا المستضعفين.

كما ونعرب عن ثقتنا بأن النصر آتٍ لا محالة، وهو وعد وعهد إلهي للمرابطين الثابتين المؤمنين بالله وبعدالة القضية..

 “وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَٰكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ”..

========================

هادي العامري

الأمين العام لمنظمة بدر 

٧ تشرين الأول ٢٠٢٤

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.