سيد الشهداء الثورة المستوفية لشروطها

0 2٬216

( اني لم اخرج بَطِراً ولا ظالماً ولا مفسداً…. )

لنتعرف على كلمة (البطر)  نفس الكلام الذي كان يوجهه مشركو قريش والجاهلية العربية للرسول الاعظم (صلى الله عليه وآله وسلم)..

(قولوا لااله الا الله تفلحوا)، ووضع العالم انذاك كان مُقسما بين امبراطوريتين قويتين بينهما سجال حروب، والعرب وقبائلها تحت سيطرة احدى الامبراطوريتين، (فارس في الشرق والبيزنطيين في الغرب)، ولا حول لهم ولا قوة في ظل حكميهما، يخرج محمد بن عبدالله، يتيم بني هاشم، ليقول لهم (قولوا لا اله الا الله تفلحوا)، ويضيف ؛

(الا ادلكم على كلمتين خفيفتين على اللسان، ثقيلتين في الميزان، تملكون بهما العرب وتطأون بها رقابَ العجم)، فوجهوا له كلمة البطر لانعدام ايمانهم، وهم يشككون في قدرة الله، ويثقون بقدرة الامبراطوريتين، ولا مناص ولا خلاص من قدرتهما (بحسب إعتقادهم)، واستمر الرسول في دعوته واستشهد في هذا السبيل بعد ان خلق جيلاً من الصحابة الكرام المؤمنين بوعده، وانكفأت قريش المشككة بوعده، وانكشف ضعف الامبراطوريتين وورث المسلمون أراضيهم الممتدة من غرب الصين الى شمال افريقيا، وفرحوا بما اوتوا مع كل الطغيان والعودة إلى الجاهلية والانقلاب على الاعقاب، واعتبر الناس انذاك ان الخروج على حاكم هذه الامبراطورية المترامية الاطراف نوع من البطر، وأن أية حركة ستوأد في مهدها، وتنتهي بصاحبها الى  القتل وإلقاء النفس في التهلكة، دون تخطيط وتنظيم، وانى للتخطيط والتنظيم، وكل الناس تحت المراقبة؟! فالخروج على هذا الواقع يعتبر بَطرا لان النتائج محسومة، والثورة لا طائل منها والنهضة عبثية، هذا هو رأي ضعاف النفوس قليلى الايمان، عباد الدنيا الصائدين للدنيا بحبائل الدين، انذاك كان يعتبر الخروج بطرا بعد التمهيد لتلك الامبراطورية العربية المؤسسة بأوامر السقيفة وتبعاتها، ناظرا سيد الشهداء (عليه السلام) الى الغيب بنظرة ثاقبة، وأكثر الامة الفاقدة للبصيرة ناظرون الى الأمر كمن يعبد الله على الحرف، حيث لم تمضِ السنين والايام، حتى ظهر بطر الامة، تقابلها بصيرة سيد الشهداء، حيث لم تلبث الدولة الاموية بعده سوى ٧٥ سنة بحساباتنا الزمنية، وأقل من نصف يوم بالحسابات الالهية، باعتبار ان يوماً عند ربك كألف سنة مما تعدون..

المجد للحسين..

اولسنا على الحق 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.