سبايكر … جرحُ الماء ونزفُ السماء

0 1٬758

سبايكر …جرحُ الماء ونزفُ السماء

لم يتبقَ فينا عرقٌ ينبض الا وإهتزَ شامخاً بحزنٍ عميق لتلك المأساة التي حدثت على يدِ أراذل القوم من أنفسِنا الذين سمحوا لقطعانِ كلابهم بان تنهش فلذاتِ قلوب الالوف من العوائل العراقية من الشباب الذين لم يتجاوز بعضهم العشرين من العمر لأسبابٍ تتعلق بضمائرَ ميتة ونفوسٍ مريضة جَبُلت على الغدرِ والغيلة وسفكِ الدماء.

ولعلّ السؤال الذي يطرح نفسه بقوة : ماذا لو حدث العكس ؟ ماذا لو إنهارت معسكراتٌ تضم شباباً من الطرف الآخر في محافظاتنا، هل سيحدث ذات الشيء ؟ 

هل سينتفض المجتمع بأسره لنحرِ الألوف بدمٍ بارد دون ذنبٍ ولا جريرة وعلى مرآى ومسمع من الجميع دون ان نسمعَ صوتاً معارضاً بل دونَ أي همسٍ، أو ولو كلمة بالضد من هذا العمل؟ 

واذا كان هناك بعضُ النخوة في ضمائر من حرسوا بعض الناجين، فانها لم تتوافر في نفوس الأغلبية العظمى الذين لو توافرت لهم الفرصة لكانوا ذبحونا جميعاً من الفاو الى تلعفر. لكنّ اللهَ فضحهم حين انتخى رجالُ الحشد لتصحيح البوصلة وتخليص عوائلهم من براثنِ جلاديهم.

رحمَ الله شهداءنا في سبايكر وألهم قلوبَ المفجوعين بهم السلوان، رغم ان المَشاهد لا تُمحى من الذاكرة، والصبر لا يمكن ان يكونَ حاضراً في ملحمةِ الدم وكرنفال القتلِ الجماعي.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.