بسم الله الرحمن الرحيم
(بل الإنسان على نفسه بصيرة)
تشير الآية الكريمة إلى أن الإنسان هو أعلم بنفسه وبنيته الداخلية، وأنه يمتلك بصيرة فطرية تمكنه من التمييز بين الحق والباطل. لكنه في الوقت نفسه قد يتغافل أو يبرر أفعاله لمصالح آنية أو رغبات شخصية، مما يضعه في قلب هذا الصراع.
الحق والباطل، كفكرتين متجذرتين في وعي الإنسان ووجوده، يشكلان أحد أعمق وأقدم الصراعات في التاريخ الإنساني. هذا الصراع ليس مجرد مواجهة مادية بين قوتين، بل هو انعكاس لصراع داخلي يدور في وجدان الإنسان بين الخير والشر، الفضيلة والرذيلة، النور والظلام. منذ زمن أبناء أبي البشرية آدم.
ورغم قسوة الصراع واستمراريته، إلا أن الغلبة في النهاية للحق، وإن تأخرت. ذلك لأن الحق يتوافق مع سنن الله في الكون ومع الفطرة السليمة للإنسان. أما الباطل، فمصيره إلى الزوال مهما انتفخ وتعاظم، كما جاء في قوله تعالى:
بسم الله الرحمن الرحيم
(فأما الزبد فيذهب جفاءً وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض).
وما أوضح الطريقين في زماننا هذا!
ومن أعرض عن الحق فله معيشة ضنكا، كما عبر عنها القرآن الكريم.
نسأل الله أن يهدينا لما فيه الخير والصلاح، وأن يجعلنا من أنصار إمام زماننا.
الاستاذ حسين الجابري